هذا العدد خمسون من التكارنة رجالا ونساء. وخمسون من عبيد التجار السود أو السواكنية المسافرين بالمركب. وفى الليل رد إلى الشاطىء نحو خمسة عشر شخصا أعاد إليهم الريس أجرة ركوبهم التى كانوا قد دفعوها مقدما ، ولكن كان لا يزال بالمركب تسعة وثمانون راكبا حين أقلعنا صباح الغد. وهذا الجشع الذى يدفع أصحاب المراكب إلى حشدها بالركاب كثيرا ما يكون وبالا عليهم ، فمن ذلك أن سفينتين كانتا تبحران قبل ستة أشهر من جدة إلى سواكن وعليهما عدد من الحجاج السودانيين فتحطمتا على الساحل غير بعيد من شمالى سواكن ، ولم ينج من ركابهما غير عدد قليل ، أما شحنتهما فقد غرقت بأكملها. ولا تخلو سنة من حوادث كهذا الحادث ، ولكن الريس العربى يقول «الله أكبر!» ثم يفعل ما كان آباؤه وأجداده يفعلون.