وبلغنا الواوى بعد ساعتين وإشمتة بعد ساعتين ونصف ، ووادى عبور بعد أربع ونصف ، ودار حميدة بعد ست ، وقوبق بعد سبع. ويتجه من الواوى صوب الشمال الشرقى بانحراف إلى الشمال جبل منفرد يسمى جبل علاقى. أما الجبل الغربى الذى قد تعد نهايته التلال الرملية المنخفضة القائمة فى أقصى جنوب بطن الحجر فيبدأ من جديد غرب جزيرة صاى ، ومنها يدور فى قوس كبير إلى الغرب ، ثم يلتقى بالنهر ثانية قرب صلب. ومن قويق عبرنا السهل الصخرى الذى تغطيه أحجار من الجزع والمرو والعقيق ، وخلفنا النهر وقرية عبرى إلى أقصى اليسار ، سالكين دربا مستقيما حتى وصلنا قرية الشيخ مجدرة من أعمال وادى عمارة ، وهناك بتنا ليلة عند رجل كان أبوه دمشقى الأصل ولكنه تزوج من هذه النواحى.
وتفسيرا للتفاوت بين المسافات المدونة فى يوميتى عن الرحلة جنوبا ، ونظائرها فى العودة شمالا ، ألفت نظر القارىء إلى أننى كنت أسير حثيثا طوال رحلتى من أسوان إلى الدر (باستثناء المناطق التى كانت تعوق سيرى فيها طبيعة الأرض الصخرية) ، وكان معدل سرعتى فيها أربعة أميال فى الساعة على الأفل. أما من الدر إلى وادى حلفا فيخيل إلىّ أننى كنت أسير بسرعة ثلاثة أميال ونصف فى الساعة ، وهبطت السرعة إلى ثلاثة أميال فى بطن الحجر. وعادت إلى أربعة من سكوت إلى المحس. وأما فى رجوعى من المحس إلى سكوت فكانت سرعتى ثلاثة أميال فى أثناء عبورى البقاع الرملية فى الضفة الغريبة من سكوت إلى الدر ، أما من الدر إلى أسوان فلم تزد سرعتى على ميلين فى الساعة ، خشية منى على البعيرين أن تؤذيهما مشقة الرحلة وعناء السير الحثيث.
١٦ مارس ـ ركبنا اليوم من شروق الشمس إلى غروبها ، ولم نصب من الراحة غير ساعة واحدة قضيناها تجاه جزيرة فركه ، مستظلين بخيمة من خيام عرب القراريش ، وقد سبق لى وصف هذا الطريق. وشاطىء النيل الغربى من دال إلى البقعة المقابلة لعمارة صحراء رملية تكاد تقفر من كل شىء. وتملأ الصخور النهر حتى عمارة ، حيث يوجد جندل صغير ، ومن ثم إلى الجنوب يخلو النهر من