رسما لبراريوس ومعه جثتان. وأمام المدخل ألقى على الأرض تمثال ضخم لإنسان طمر رأسه وصدره فى الرمل ، ولعله كان فى الأصل يقوم على جانب البوابة كتماثيل الأقصر الضخمة. والتمثال لرجل يقف فى نفس الموضع الذى تقف فيه التماثيل القائمة أمام معبد إيزيس بأبو سمبل. ويقوم أمام البوابة ، وعلى ثلاثين ياردة منها ، تمثالان علو الواحد منها عشر أقدام ، ويبعد الواحد عن أخيه سبع خطوات ، ووجهاهما إلى النهر ، ويتصل ظهراهما بعمود من الحجر بالارتفاع نفسه. وليس فى التمثالين دقة رلا إتفان ، والدليل على عدم مراعاة النسب فيهما أن طول الأذن يبلغ نصف طول الوجه. ويلبس كل منهما اللبدة العالية ، ويمثل ذكرا غير ملتح. وبين النهر والمعبد طريق من تماثيل أبى الهول ، ولكن أكثرها مطمور ، وقد بقى منها أربعة إلى جوار التمثالين سالفى الذكر ، ولها ـ على اختلافها حجما وشكلا ـ أجسام السباع ورءوس الشبان فضلا عن اللحى الصغيرة التقليدية. ولا حظت أن فى قمه رءوسها المستوية ثقبا لعل الغرض منه تهيئة مكان لتمثال صغير. وعلى مقربة من المعبد تلال من الأنقاض والشقف ، ويلوح لى أن المعبد كله موغل فى القدم ، وأن المهندسين المصريين المتأخرين شادوا المعابد المصرية على غراره ، وآية ذلك أنك تجد نظير هذه البوابة التى وصفت ، ونظير هذا البهو ـ بتماثيله الضخمة ـ فى القرنة ولكن بحجم أكبر. أما التمثالان القائمان أمام البوابة فهما مصغر تمثالى ممنون. أما تماثيل أبى الهول فترى أشباهها فى الكرنك. ولم أستطع الفراغ من زيارة هذا المعبد إلا بعد الغروب بكثير ، لذلك لم نواصل السير بعد ذلك غير نصف ساعة ، ثم حططنا عند كوخ رجل من عرب العليقات.
٢٦ مارس ـ بعد ساعة ونصف جئنا وادى المضيق ، ويقوم على ضفتى النهر. وبكثر نمو السنامكى هنا. ولم يعد بعد كثير من أهالى المضيق الذين لجأوا إلى إسنا بعد مرور المماليك بهذه الأنحاء ، وكثير منهم مات هناك بالجدرى (١). وبعد ساعتين ونصف مررنا تجاه وادى النصرلاب.
__________________
(*) من الحقائق الغريبة التى أكدها لى كثيرون أن الجدرى لم يفد قط على وادى الكنوز أو السهل الساحلى الضيق من الشلال إلى كرسكو. والمرض معروف فى الدر حيث يخشاه الناس كثيرا.