فناء ذو سور حجرى طوله خمس وثلاثون خطوة وعرضه خمس عشرة ، وأحجاره خشنة من الظاهر مصقولة من الداخل. وارتفاع الحائط المواجه للنهر خمس عشرة قدما ، ويمتد بانحناء خفيف. وأرض الفناء التى تغطيها اليوم الأحجار والأنقاض أكثر انخفاضا من المستوى الذى بنيت عليه البوابة والمعبد. ولست أدرى أكان هذا الفناء مخصصا للمواكب الدينية أم لأشغال النحت ، فإننى لم أر له نظيرا فى جميع المعابد المصرية. ووجود الأحجار والأنقاض فيه يحمل على الظن بأنه كان فى الأصل مسقوفا. وخلف المعبد مباشرة ترى مغارة منقورة فى الصخر.
وبعد ساعتين وصلنا مرواو ، ولا يتجاوز عرض الشاطىء فى أى جزء من من أجزاء هذا الوادى خمسين ياردة ، ولكنه زكى الزرع. ومرواو يتبع وادى غربى دندور. وبعد أربع ساعات ونصف وصلنا أبو هور وقد قطع فى الصخر جنوبى هذه البقعة بقليل خزان له مخرج ينحدر منه الماء إلى حوض منخفض صغير. ويحار المرء فى الغرض المقصود منهما مع أن النهر قريب جدا إليهما. ويرى السائر أرصفة كثيرة تمتد فى النهر ، وهى دليل على حرص السكان الأقدمين على المحافظة على الأرض الصالحة للزراعة وزيادتها فى هذه البقعة. وفى النهر هنا جزائر صخرية ، وفى سفوح التلال الغربية الملاصقة لمرواو وأبو هور محاجر صغيرة وأسس أبنية حجرية أثرية. ويبنى النوبيون اليوم أكواخهم الحجرية ، كما كان يفعل أجدادهم الأقدمون ، على سفوح الجبال إذا ضاق الشاطىء خشية أن يجوروا على الأرض الزراعية. أما فى البقاع التى ينبسط فيها السهل فإنهم يبنون مساكنهم من اللبن ويقيمونها وسط السهل. وتنمو على طول الشاطىء أشجار النخيل والسنط بشتى أنواعه. وهو يثمر فى الربيع ثمارا مرة تشبه الخروب فى شكلها ، يجمعها العرب ويبيعونها للتجار المصريين الذين يستعملونها فى دبغ الجلود ، واسمها القرض. وينمو الكثير منها فى أرباض أسيوط ، وهو من نوع أجود ، ومن أجله اشتهرت مدابغها شهرة كبيرة
ركبنا وئيدا ست ساعات فبلغنا كلابشة ، وهى أكبر القرى الغربية بين أسوان والدر. وفى أسفل التل القائم وسط القرية أطلال معبد هائل تمتد إلى النهر. وتتألف واجهة المدخل من بوابة كبيرة هى فى غاية الجمال والبساطة ، وفى