ولست أدرى هل قرشة ، أو ديدور التى تقع شماليها ، هى Tutzis القديمة ويسمى الأهالى البقعة التى يقوم عليها المعبد المذكور حرف حسين.
وإلى الشمال من قرشة يضيق الشاطىء كثيرا ، وقد ركبنا فوق الجبل الصخرى الذى يكتنف النهر فبلغنا مارية بعد ست ساعات من الدكة ، وهنا قضينا ليلتنا. وليس فى مارية غرب سوى بضع أسر ، أما قرشة غرب فآهلة بالسكان.
٢٨ مارس ـ بعد أن ركبنا ساعة ونصفا على الشاطىء الضيق جئنا وادى غربى دندور وقد أدهشنى أن أرى فيه أطلال معبد آخر ، لأن الشاطىء هنا من الضيق بحيث لا يحتمل قيام مدينة ذات شأن ، فعرضه من سطح التلال الصخريه إلى حافة النهر لا يعدو ثلاثين خطوة.
وأمام هذا المعبد بوابة صغيرة ذات إفريز عال بارز شبيه بما ترى فى معبد دندرة. ووراء البوابة بهو الأعمدة ، وبواجهته عمودان كعمودى معبد الدكة ، وطوله سبع خطوات ، ثم يدخل الزائر إلى الهيكل ومنه إلى قدس الأقداس ، وعلى جدران القدس نقوش قليلة. وقد لفت نظرى بين نقوش جدران البهو رسم نبات اللوتس المزدهر ـ الذى تراه على معبد الدكة ـ وأشخاص يقدمون أمامه القرابين. وعلى جدار المعبد الخارجى رسوم شبيهة برسوم معبد دندرة ، وقد أعجبنى منها رسم جميل لهورس وقد وضع أصبعه على شفتيه. وبناء هذا المعبد فى جملته فى غاية الإتقان وإن تأخر عهده فى ظنى عن العهد الذى بنى فيه معبد فيلة ، لأن فى عمارته ونقوشه قصورا ظاهرا عن عمارة معبد فيلة ونقوشه. وأمام البوابة صوب النهر