صاحبا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ينتسب إلى ربيعة من عقيل إحدى كبريات قبائل عامر بن صعصعة العدنانية ، وكان يقطن مدينة البصرة ، وفي هذه المدينة عاش أولاد آل أبي جرادة وأحفادهم ، وفي مطلع القرن الثالث للهجرة قدم أحد أفراد أسرة أبي جرادة إلى الشام في تجارة وكان اسمه موسى بن عيسى وحدث أنئذ أن ألم بالبصرة طاعون ، لهذا قرر موسى البقاء في الشام ، واستوطن مدينة حلب ، وفي هذه المدينة التي كانت عاصمة شمال بلاد الشام ، ومفتاح الطريق إلى العراق وبلاد المشرق الاسلامي مع آسيا الصغرى والأراضي البيزنطية ، فيها خلف موسى بن عيسى أسرة نمت مع الأيام عددا ومكانة وثروة وشهرة ، وتملكت هذه الأسرة الأملاك ، كما ساهمت في جميع ميادين الحياة في حلب من سياسة وعلم وقضاء وادارة وتجارة وغير ذلك ، وبهذا غدت أسرة آل أبي جرادة من أبرز أسر حلب ، وظلت هكذا حتى حل بحلب الدمار على أيدي جيوش هولاكو ، كما ظلت محتفظة باسمها ذاته طوال تاريخها ، إنما في القرن الأخير من حياتها كسبت اسما اضافيا ، أخذ رويدا يعم في الاستعمال أكثر من الاسم الأصيل ، لكنه لم يلغه وكان الاسم الجديد هو «العديم» ، ونحن لا نملك تعليلا لسبب هذه التسمية ، فقد قال ياقوت : «سألته أولا لم سميتم ببني العديم؟ فقال : سألت جماعة من أهلي عن ذلك فلم يعرفوه وقال : هو اسم محدث لم يكن آبائي القدماء يعرفون بهذا».
ودانت أسرة ابن أبي جرادة بالتشيع حسب مذهب الامامية ، وظلت هكذا حتى بدأ التشيع بالانحسار في حلب ، وذلك منذ النصف الثاني للقرن