الآخر سنة ست وستين وستمائة» أي بعد وفاة ابن العديم بست سنوات ، وقد اعتمد ناسخها على نسخه ابن العديم التي كتبها بخط يده.
وكنت قد اشتريت منذ أكثر من عامين بعض مصورات مكتبة المرحوم الدكتور الدهان من ذلك مصورة كتاب زبدة الحلب ، وعلى هذا اعتمدت المصورة نفسها التي اعتمدها.
ومن المرجح أن ابن العديم انتزع مواد زبدة الحلب من مواد بغية الطلب لكن قبل اكماله لتصنيف كتاب البغية ، ولهذا نلاحظ وجود بعض الفوارق بين روايات الكتابين أحيانا حول الخبر نفسه ، وصنف ابن العديم الزبدة تلبية لرغبة الملك العزيز بن الظاهر الأيوبي [٦١٣ ـ ٦٣٤ ه] لكنه لم يقيد نفسه بتاريخ عهده ، بل زاد عليه ، ومن المؤكد أنه لم يبيض كتابه بغية الطلب ، بل إن بعضهم يرى إنه لم يكمل تصنيفه.
وكتاب زبدة الحلب يختلف في منهجه عن كتاب البغية ، وهو يشبه من بعض الوجوه تاريخ دمشق لابن القلانسي ، وكتب الحوليات ، ولا شك أنه أهم مصدر في بابه ، ظهر فيه ابن العديم بمظهر المؤرخ الأصيل.
وانصب اهتمامي لدى تحقيقي لهذا المصدر الهام على ضبط النص واخراج جميع الشوائب منه ، وخففت من الحواشي قدر الامكان ، لكن اضطررت لأسباب فنية إلى اضافة بعض العناوين ، فوضعت ما أضفته بين حاصرتين ونبهت على ذلك ، ولعل مما ساعدني في عملي أنني أعمل في تاريخ