حلب في القرن الخامس ه / الحادي عشر ميلادي ، وعندما بدأت بعملي باعداد اطروحتي كان المنشور من كتاب زبدة الحلب الجزء الأول [نشر في دمشق ١٩٥١] والثاني [نشر في دمشق ١٩٥٤] لذلك قمت بتصوير المتبقي من المخطوط من باريس [نشر الجزء الثالث في دمشق ١٩٦٨].
لقد تولى المرحوم الدكتور سامي الدهان تحقيق كتاب زبدة الحلب ، ونشره في / ١٠٥٤ / ص وزعها على ثلاثة أجزاء ، وقدم لنشرته بمقدمه مسهبة عن حياة ابن العديم وعن مؤلفاته ، ولا شك أنه بذل جهودا طيبة في تحقيق الكتاب الزبدة ، لكن يؤخذ على عمله الاطالة ، لا بل الاسراف بالاطالة ، فهو كان مغرما بالحواشي وباقحام العناوين ، وأقحم العناوين في نص الكتاب وكأنها منه ، ولم يضعها بين حواصر للأمانة ، وفي هذا العمل تدليس وتزييف.
أما الحواشي فأكثر من تكرارها فضلا عن أنه اختلق بعضها بلا سبب ، حتى أنه كان يدعي وجود طمس بالمخطوط ، ومن ثم اجتهاده بالقراءة والضبط ، هذا وأخفق الدكتور الدهان في عدة أماكن في قراءة النص إلى حد أن «عين الجر» جاءت عنده «عبر الجسر».
وكان المرحوم الدهان قد وصف المخطوطات التي اعتمدها خاصة الأساسية منها وهي مخطوطة المكتبة الوطنية في باريس (رقم ١٦٦٦ ـ الرقم القديم ٧٢٨ مخطوطات عربية) وهي تقع في ٢٦٨ ورقة بحجم ٢٥* ٥ ، ١٧ سم ، وكتبت هذه النسخة «لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع