«سوق الفاضل في ترجمة القاضي الفاضل» ، وتوجد من هذا الكتاب نسخة خطية في مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت بالمدينة المنورة ، وقيل لي إن في ثنايا الكتاب ورد في احدى رسائل القاضي الفاضل بيت شعر من شعر المعري ، واراد حفيد ابن العديم أن يعرف بالمعري ، فقال : قال جدي في كتابه الانصاف والتحري : وأثبت نص الكتاب بكماله ، ويوجد هذا الكتاب مصورا على شريط في معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة ، ومضيت إلى المدينة المنورة للتأكد من هذا الخبر ، فتيقنت من عدم دقته وان حفيد ابن العديم نقل قليلا من كتاب جده الانصاف والتحري.
ويعود سبب انتقال ابن العديم إلى القاهرة ، إلى تعرض مدينة حلب إلى الدمار سنة ٦٥٧ ه على يد جيوش هولاكو ، وكان ابن العديم غادر مدينته إلى دمشق ، ثم منها إلى غزة فالقاهرة ، ويبدو أنه عاد بعد عين جالوت إلى دمشق ، وربما اراد التوجه إلى حلب ، أو توجه إليها فعلا ليعاين الدمار الذي لحقها ، وفي أثناء ذلك عرض عليه هولاكو منصب قاضي حلب ، فرفض ، وعاد إلى القاهرة ، حيث أمضى بقية حياته ، وقد وافته منيته في مصر في العشرين من جمادى الأولى سنة ستمائة وستين للهجرة.
وكنت في عام ١٩٨٨ قد حققت الموجود من كتاب بغية الطلب ونشرته بدمشق ، وكنت من قبل قد تعاملت مطولا مع كتاب «زبدة الحلب من تاريخ حلب» الذي انتزعه ابن العديم واستخلصه من مواد كتاب «بغية الطلب» ، وجاء هذا التعامل لدى اعدادي لرسالة الدكتوراه في جامعة لندن عن امارة