وأما هرقل فانه تأخر من الرّها إلى سميساط ؛ وفصل عنها إلى القسطنطينية ؛ فلما فصل علا على شرف ؛ والتفت ؛ ونظر نحو سورية ، وقال : «عليك السّلام يا سورية سلام لا اجتماع بعده ؛ ولا يعود إليك روميّ أبدا إلآ خائفا ، حتى يولد المولود المشئوم ؛ ويا ليته لا يولد ، ما أحلى فعله وأمرّ عاقبته على الروم.
وطعن (١) أبو عبيدة ـ رضياللهعنه ـ سنة ثماني عشرة ؛ فاستخلف على عمله عياض بن غنم ، وهو ابن عمه وخاله ؛ وكان جوادا مشهورا بالجود ، فقال عمر : «إني لم أكن مغيرا أمرا قضاه أبو عبيدة».
ومات عياض سنة عشرين ، فأمّر عمر ـ رضياللهعنه ـ على حمص وقنسرين سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي ومات سنة عشرين. فأمّر عمر مكانه عمير بن سعد بن عبيد الأنصاري على حمص وقنسرين.
ومات عمر ـ رضياللهعنه ـ مقتولا في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ؛ وعمير بن سعد على حمص وقنسرين ؛ ومعاوية على دمشق والسواحل وأنطاكية. فمرض عمير في إمارة عثمان مرضا طال به ، فاستعفى عثمان ؛ واستأذنه في الرجوع إلى أهله ، فأذن له.
__________________
(١) حدث في سنة ١٨ ه طاعون عرف باسم طاعون عمواس ، وعمواس بلدة قرب القدس ، سكن فيها عدد كبير من الصحابة ، والمسلمين وقيل كان عدد الذين ماتوا من المسلمين يتجاوز الخمسة والعشرين ألفا من أبرزهم : أبو عبيدة عامر بن الجراح ، وشرحبيل بن حسنة ، ومعاذ بن جبل. طبقات ابن سعد ج ٧ ص ٣٨٧. الأنس الجليل ص ٣٦٦.