ومات عليّ ـ كرم الله وجهه ـ مقتولا بالكوفة ، في سنة أربعين ، ومعاوية متغلب على الشام جميعه ، فصالح الحسن بن عليّ ـ عليهماالسلام ـ وبويع بالخلافة ، في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ؛ فمصرّ معاوية قنسرين ، وأفردها عن حمص ، وقيل إنّما فعل ذلك ابنه يزيد. وصار الذكر في ولاية قنسرين ، ووظّف معاوية الخراج على قنسرين أربعمائة ألف وخمسين ألف دينار ، وحلب للخلفاء من بني أمية لمقامهم بالشام ، وكون الولاة في أيامهم بمنزلة الشرط ، لا يستقلون بالأمور والحروب ؛ وولاة الصوائف ترد كل عام مع الجيوش الاسلامية إلى دابق (١).
وأقام جماعة منهم بنواحي حلب ، فإن سليمان بن عبد الملك رابط بدابق إلى أن مات. وأقام [عمر (٢) بن عبد العزيز بخناصرة (٣) إلى أن مات].
__________________
(١) دابق الآن قرية في هضبة حلب تتبع ناحية صوران ، منطقة أعزاز ، محافظة حلب ، فيها تل أثري في شمال القرية ، تنتشر عليه الكسر الفخارية ، أقيم عليه ضريح الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك ، وقربها جرت المعركة الفاصلة بين السلطان المملوكي قانصوه الغوري والسلطان العثماني سليم الأول. المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري.
(٢) فقد من الأصل ـ كما هو مرجح ـ ورقة جرى استدراك ما رجح أنها حوته ، اعتمادا على ما جاء في مصادر التاريخ الاسلامي العامة مع كتاب الأعلاق الخطيرة لابن شداد ، والجزء الأول من اعلام النبلاء للطباخ.
(٣) هي الآن خناصر ، بلدة في الأطراف الجنوبية لهضبة حلب ، مركز لناحية خناصر ، تتبع منطقة السفيرة ، محافظة حلب ، تبعد عن السفيرة ٤٥ كم ، وهي قائمة عند نهاية السفح الجنوبي لجبل الأحص ، فيها آثار ظاهر منها السور والقلعة. المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري.