والمخارق بن عفّان على شرطه ؛ فسار أبو الورد إليه ، وجعل مقدّم جيشه وصاحبه أبا محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ؛ وأبو الورد مدبر الجيش ، ولقيهم فهزم عبد الصّمد ومن معه.
فلما قدم عبد الصّمد على أخيه عبد الله أقبل عبد الله بن عليّ بعسكره لقتال أبي محمد وأبي الورد ، ومعه حميد بن قحطبة ، فالتقوا في سنة اثنتين وثلاثتين ومائة ، في آخر يوم من السنة ؛ واقتتلوا بمرج الأجم (١) ، وثبت لهم عبد الله وحميد فهزموهم. وقتل أبو الورد (٢). وأمّن عبد الله بن عليّ أهل حلب وقنّسرين وسوّدوا وبايعوا. ثم انصرف راجعا إلى دمشق فأقام بها شهرا.
فبلغه أنّ العباس بن محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان السفياني قد لبس الحمرة ، وخالف ، وأظهر المعصية بحلب ؛ فارتحل نحوه حتى وصل إلى حمص ، فبلغه أنّ أبا جعفر المنصور ـ وكان يومئذ يلي الجزيرة ، وأرمينية ، وأذربيجان ـ وجّه مقاتل بن حكيم العكّي من الرقّة ، في خيل عظيمة لقتال السفيانيّ ؛ وأنّ العكي قد نزل منبج ، فسار عبد الله مسرعا حتى نزل مرج الأجم ، فبلغه أنّ العكّي واقع السفيانيّ وهزمه ، واستباح عسكره ، وافتتح حلب عنوة ، وجمع الغنائم ، وسار بها إلى أبي جعفر وهو بحرّان.
__________________
(١) في بغية الطلب ص ٣٩٢٧ «فاقتتلوا بمرج الأخرم من ناحية قنسرين».
(٢) لأبي محمد السفياني ـ زياد بن عبد الله الأسوار ترجمة وافية في بغية الطلب ٣٩٢٧ ـ ٣٩٣٢ ، فيها تفاصيل ما أوجزه ابن العديم هنا.