فارتحل عبد الله إلى دابق ، وشتا بها ، ثم نزل سميساط (١) ، وحصر فيها اسحاق بن مسلم العقيليّ ، حتى سلّمها ؛ ودخل في الطاعة.
ثم قدم أبان بن معاوية بن هشام بن عبد الملك ، في أربعة آلاف من نخبة من كان مع اسحاق بن مسلم. فسيّر إليه حميد بن قحطبة ، فهزم أبانا ، ودخل سميساط ، فسار إليها عبد الله ، ونازلها حتى افتتحها عنوة.
وكتب إليه أبو العباس يأمره بالمسير إلى الناعورة ، وأن يترك القتال ؛ ويرفع السّيف عن الناس ، وذلك في النصف من رمضان سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
وهرب أبو محمد ومن معه من الكلبية إلى تدمر ثم خرج إلى الحجاز ، فظفر به وقتل (٢). وكتب إليه السفّاح أن يغزو بلاد الروم ، فأتى دابق ، فعسكر بها ، وجمع ، وتوجّه إلى بلاد الرّوم.
فلمّا وصل دلوك (٣) يريد الإدراب ، كتب إليه عامله بحلب يخبره بوفاة
__________________
(١) سميساط : بلدة على شاطىء الفرات الغربي في طرف بلاد الروم. معجم البلدان.
(٢) قتل قرب أحد خارج المدينة المنورة. انظر ترجمته في بغية الطلب السالفة الذكر. وجاء بهامش الأصل بخط مخالف : وذكر ابن الكلبي أن عبيد الله بن العباس بن يزيد من بني حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن ثور بن مرتع الكندي ولي قنسرين لأبي السفاح ، وأنه ولي بعد ذلك أرمينية لأبي جعفر وبها مات.
(٣) عرفها ابن العديم ، وأوضح أن الرشيد كان قد أفردها مع غيرها وجعلها من العواصم ، وشغلت المدينة هذه دورا في الحروب الصليبية حتى حررها نور الدين محمود بن زنكي ، وإثر ذلك خربت المدينة والقلعة ، وبقيت قرية مضافة إلى عين تاب. بغية الطلب ج ١ ص ٢٦١.