__________________
ـ الحديث لا أصل له عند ذوي المعرفة بالنقل فيما نعلمه ، قد وضعه محمد بن عبد إسنادا ومتنا ، كذا نقله عن ابن الجوزي في الموضاعات ، قال في الطريق الثاني : فيه بنوس ، وهو مجهول لا يعرف ، والطريق الثالث : فيه مجاهيل ، وأحدهم قد سرقه من محمد بن عبد».
ومن رواية أبي هريرة أخرجه ابن حبان في «المجروحين» (١ / ١٤٣) في ترجمة أحمد بن محمد بن عمر ، وقال فيه : يروي أشياء مقلوبة. لا يعجبنا الاحتجاج بخبره إذا انفرد ، ومن طريقه ابن الجوزي في «الموضاعات» (١ / ٣٠٧) ، فقال : من حديث أنس ، ونرى أن أحمد بن محمد بن عمر اليماني سرقه وغيّر إسناده. قال أبو حاتم الرازي ، وابن صاعد : «كان اليماني كذابا ، وقال الدارقطني : متروك الحديث ... ومن حديث عائشة أخرجه ابن الجوزي في «الموضوعات» (١ / ٣٠٧) من طريق أبي قتادة عبد الله بن واقد ، عن ابن جريج ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة نحوه ، وقال ابن الجوزي : فيه عبد الله بن واقد ، قال أحمد ويحيى : ليس بشيء ، وقال النسائي : متروك الحديث.
قال ابن الجوزي بعد أن ساق الحديث بجميع طرقه : «هذا الحديث لا يصح من جميع طرقه».
وقد تعقبه السيوطي في «اللآليء المصنوعة» (١ / ٢٨٧ ـ ٢٨٨) في حديث جابر بقول أبي نعيم الذي تقدم ، وفي حديث عائشة ، يقول أحمد في عبد الله بن واقد : إنه لا بأس به ، وكذا وافقه ابن عراق في «التنزيه» (١ / ٣٧٣) ، بل زاد فهذا الطريق على شرط الحسن. وكذا تعقباه بحديث علي ـ رضياللهعنه ـ الذي أخرجه أبو الحسين بن بشران في فوائده ، قلت : لم أوافقهما. أما تعقبهما بقول أحمد ، ثم اتباع ابن عراق بقوله هذا الطريق على شرط الحسن ليس بصحيح ، فقد جرح عبد الله بن واقد أكثر المحدثين سوى أحمد ، فقال البخاري : سكتوا عنه ، وقال أيضا تركوه ، وقال أبو زرعة والدارقطني : ضعيف ، وقال أبو حاتم : ذهب حديثه ، عن ابن معين ليس بشيء ، وعنه في رواية ثقة ، وذكر يعقوب بن إسماعيل أنه كان يكذب ، وقال الجوزجاني : متروك ، أنظر «الميزان» (٢ / ٥١٧) ، فيقدم الجرح على التعديل ، وأما حديث عليّ ، ففيه عطاء بن المبارك. قال الأزدي : لا يدري ما يقول ، وسئل عنه ابن معين ، فقال : لا أعرفه كما في «الميزان» (٣ / ٧٦) ، و «اللسان» (٤ / ١٧٢) ، وكذا أبو عبيدة الناجي بكر بن الأسود واه كما قال الذهبي ، وقال يحيى : كذاب ، وكذا كذبه يحيى بن كثير الغبري ، وضعفه النسائي والدارقطني. أنظر «الميزان» ـ