داخل السور على انتهال الماء. ومن المحتمل ان المياه الزائدة كانت تصرف بمصرف يخرج من الضلع الجنوبي للسور. (١).
أما مدينة القاطول نفسها فان المعتصم بالله كان قد انشأ كهريزا لايصال مياه الشرب اليها. ويستمد هذا الكهريز المياه من نهر دجلة في نقطة تقع على بعد كيلومترين تقريبا من شمالي صدر نهر القائم ، ثم يسير شرقا باتجاه حصن القادسية فينحرف من جهته الشمالية حتى ينتهي الى بنايات مدينة المعتصم بالله شرقي الحصن. وقد انشيء هذا الكهريز في مجريين متوازيين احدهما خاص بموسم الفيضان والآخر خاص بموسم الصيف. ويبلغ طول هذا الكهريز من صدره حتى ابنية مدينة القاطول زهاء اربعة كيلومترات (٢).
ووجدت في الاراضي حول السور آثار مبان واسوار تمتد غربا وشرقا ، وقد شيد بعضها بالآجر ، والبعض الآخر باللبن. مما يدل على ان قسما منها كان دورا وقصورا ، وبعضها كان اسواقا. ويظهر ان الأبنية الكائنة في جنوبي القادسية قد شيدت جميعها بالآجر مما يستنتج منه انها كانت قصورا لكبار القوم. ووجدت ايضا خرائب فيها طبقات من الرماد وكسر الاواني الزجاجية وكتل من الزجاج المنصهر ، تدل وفرتها على ان معامل للزجاج كانت تقوم في هذا الموضع ، وقد اتخذه صناع الزجاج في ايام ازدهار سامرا وعظمتها مقرا لهم ، وشيدوا فيه مصانعهم ودورهم ومساكن عمالهم ، وقد ظل كذلك بعد انتقال الخلافة منها وعودة العاصمة الى بغداد (٣). ويذكر ياقوت الحموي ان القادسية كانت قرية كبيرة قرب سامرا يعمل فيها الزجاج (٤).
__________________
(٣٣) مدينة المعتصم على القاطول / ١٦٨.
(٣٤) ري سامراء ١ / ٢٦٦.
(٣٥) مدينة المعصم على القاطول / ١٦٨.
(٣٦) المشترك وضعا / ٣٣٧.