اضلاعه (٦٣٠) م وهو مبني باللبن ومدعوم بسلسلة ابراج يبلغ عددها (١٤٠) برجا. وفي كل ركن من اركانه برج كبير مدور قطره نحو ثمانية امتار. وسمك السور اربعة امتار ، وارتفاعه نحو خمسة امتار. وتبلغ مساحة الأرض التي يكتنفها السور (٧٤٥) دونما ، اي ما يقارب المليوني متر مربع. وفي السور فتحات تدل على انها كانت ابوابا له. والسور من الداخل مؤلف من اروقة ، كل رواق بين دعامتين ، وقد جعل بعض هذه الاروقة حجرات. وتشاهد في وسط السور معالم بعض البنايات ، وسلسلة غرف ذات عقادات مدببة. ويدل شكل السور على انه كان حصنا ومعسكرا لجيش كبير يقيم معظمه في الخيم المنصوبة في ساحته ، وان الأبنية التي وجدت آثارها فيه انشئت لسكنى قواد الجيش. ومما هو جدير بالملاحظة ان سور القادسية هذا يشبه اسوار القصور والقطائع التي انشئت في سامرا فيما بعد ، من حيث ضخامته وشكله وحجم اللبن الذي استخدم في بنائه ، مما يوحى بان المعتصم بالله جعل الاسوار مثمنة ليكسبها مظهرا قريب الشبه بأسوار مدينة المنصور (١). وربما كان لشكل السور علاقة بتسمية المعتصم بالله بالخليفة المثمن.
وكان يدور بمحاذاة قاعدة السور من الداخل خندق ما يزال ظاهرا ، كان يستمد ماءه من نهر القادسية. وهو فرع من القاطول الاعلى يمتد الى نهر القائم فيقطعه على عبارة ما تزال بعض معالمها ظاهرة للعيان في عقيق القائم. وعند وصوله سور القادسية يتفرع منه فرع يدخل المعسكر وينقسم في داخله الى فرعين يكونان زاوية قائمة ، ثم ينعكس احدهما في زاوية قائمة ايضا فيصير موازيا للفرع الأول. ولا شك في ان هذا التوزيع يساعد جميع القاطنين في
__________________
(٣٢) الآثار القديمة العامة ـ سامرا / ٧٢ ـ ٧٣ ، ومدينة المعتصم على القاطول / ١٦٨.