أيا ساكن القاطول بين الجرامقة |
|
تركت ببغداد الكباش البطارقة |
وكان المعتصم بالله قد انتقل الى القاطول وسكن في القصر الذي بناه ابوه هناك ثم انتقل الى بعض ما بني له ، وسكن الى جانبه بعض حاشيته وبعض الناس (١). ويؤيد المسعودي وياقوت الحموي ان المعتصم بالله قد شيد له قصرا في القاطول ، ولما انتقل منه وهبه لمولاه اشناس (٢). وقد اقيمت امام القصر بركة واسعة جميلة ما تزال معالمها بادية للعيان ، وهي منخفض اصطناعي طوله (٢٢٠) م وعرضه (١٩٠) م وعمقه ثلاثة امتار. وقد قسمت ارضه تقسيما هندسيا ، فجعلت بعض اقسامه عميقة جدا تسمح بجريان الماء فيها ، وابقيت اجزاء منها بارتفاعها الأصلي ، فجعل الماء منها دكات مستطيلة متناظرة ومتعاشقة ، عددها في الجانب الشرقي اربع دكات وفي الجانب الغربي ست دكات. وجعل التراب الناشيء من الحفر على طول جانبي المنخفض الشرقي والغربي بارتفاع يتراوح بين ٣ و ٥ أمتار ، فتألف من ذلك كتفان عاليان زادا في روعة البقعة وجمال منظرها. وكانت البحيرة تستمد ماءها من فرع القاطول الممتد جنوبا الى القادسية. كما كان يصرف ماؤها بكهاريز تنتهي بحافة نهر القائم (٣).
تقع المدينة التي بناها المعتصم بالله على القاطول في منطقة القادسية الممتدة بين نهر القائم ونهر دجلة ، على بعد عشرة كيلومترات جنوبي سامرا. واظهرت التنقيبات آثار سور مثمن الشكل يقع غربي مدينة المعتصم بالله ، يبلغ طول كل ضلع من
__________________
(٢٩) فتوح البلدان / ٢٩٥ ، وكتاب البلدان / ٢٥٧ ، ومروج الذهب ٤ / ٥٣.
(٣٠) مروج الذهب ٤ / ٥٣ ، ومعجم البلدان ٣ / ١٧٤.
(٣١) مدينة المعتصم على القاطول / ١٦٦.