خمسة آلاف دينار فكلما احتجت الى زيادة بعثت اليك فاستزدت. قال : نعم فأتيت الموضع فاشتريت موضع سامرا بخمسمائة درهم (١) ، من النصارى اصحاب الدير ، واشتريت موضع البستان بخمسة آلاف درهم ، واشتريت عدة مواضع حتى احكمت ما اردت ، ثم انحدرت فاتيته بالصكاك ، فعزم على الخروج اليها. حتى وضع البناء بسامرا في سنة (٢٢١ ه)» (٢). ولا نرى تضاربا بين الروايتين ، اذ يجوز ان الخليفة كلف الاشخاص المذكورين اول الأمر ، ثم اقتصر مهمة الشراء على ابي الوزير.
ويبدو مما يرويه ابن ابي اصيبعة ان للمعتصم بالله سابق معرفة بموضع سامرا عند ما كان اميرا ، اذ يقول : «ثم صار المعتصم الى سر من رأى فضرب مضاربه فيها واقام بها في المضارب ، فاني لفي بعض الايام على باب مضرب المعتصم اذ خرج سلمويه بن بنان ... فقال لي : حدثني في غداة يومنا نصر بن منصور بن بشام انه كان يساير المعتصم في هذا البلد ، يعني بلد سر من رأى ، وهو أمير ، قال لي سلمويه : قال نصر ان المعتصم امير المؤمنين قال له : يا نصر أسمعت قط بأعجب ممن اتخذ في هذا البلد بناء وأوطنه! ليت شعري ما اعجب موطنه ، حزونة ارضه او كثرة اخاقيقه (٣). ام كثرة تلاعه وشد الحر فيه اذا حمى الحصى بالشمس ، ما ينبغي ان يكون متوطن هذا البلد الا مضطرا مقهورا ، او رديء التمييز. قال لي سلمويه : قال لي نصر بن منصور : وانا والله خائف ان يوطن امير المؤمنين هذا البلد. فان سلمويه ليحدثني عن نصر اذ رمى ببصره نحو المشرق فرأى في موضع الجوسق المعروف بالمصيب اكثر من الف رجل يضعون اساس الجوسق.
__________________
(٥٤) في معجم البلدان ٣ / ١٧٤ بخمسة الاف درهم ، وفي العيون والحدائق ٣ / ٣٨١ بخمسمائة الف درهم.
(٥٥) الطبري ٩ / ١٧ ، ومعجم البلدان ٣ / ١٧٤.
(٥٦) في النص : اخافيقه ، وهو خطأ مطبعي ، والاخاقيق الحفر.