المصادر المهمة الاخرى الى شيء من ذلك. كما ان الدراسات الحديثة عن المنطقة ، والتنقيبات الأثرية التي اجريت فيها لم تكشف عما يؤيد ان المكان موقع مدينة قديمة اندثرت. بل على العكس من ذلك انه كان ارضا بكرا مستريحة الوف السنين (١). خلا ما عثر عليه من دلائل سكناها في عصور ما قبل التاريخ. مما يدعو الى القول بان ما جاء في المصادر المذكورة ينقصه التأييد والبرهان على ان ذلك لا يعني ان منطقة الطيرهان كانت صحراء لا عمارة فيها كما يقول اليعقوبي (٢). فقد كان بها عدد من الأديرة ، وقد فصّلنا ذلك في مكان آخر. كما ان ما ذكر عن بستان وخرابات اضافة الى الدير دليل واضح على انها لم تكن تخلو من بعض العمران.
وقد ثبت من التحريات والتنقيبات الاثرية التي اجريت في خرائب سامرا انه كان في موضعها مستوطنات وقرى يرجع بعضها الى ادوار ما قبل التاريخ. فقد اكتشف العالم الآثاري هرزفيلد في مطلع هذا القرن مقبرة تعود الى ادوار ما قبل التاريخ بالقرب من شريعة الناصرية ، ووجد فيها نوعا من الفخار المصبوغ يعتبر وسطا بين فخار شوش وفخار تل العبيد ، وسمي هذا الفخار القبتاريخي باسم «فخار سامراء» وهو يمثل دورا من ادوار ما قبل التاريخ في العراق (٣). وعند ما توسعت مديرية الآثار العراقية في التنقيب في الموقع المذكور عثرت على موضعين آخرين يعودان الى ما قبل التاريخ ايضا احدهما شمالي المقبرة التي عثر عليها هرزفيلد والآخر على ضفة دجلة شمالي صدر القائم جنوبي سامرا يسمى تل الصوان.
__________________
(٦٢) كتاب البلدان / ٢٦٤.
(٦٣) كتاب البلدان / ٢٥٧.
(٦٤) سامراء المديرية الآثار العامة / ٧٦.