يقع تل الصوان قرب النصب المعروف بالقائم على الضفة الشرقية لنهر دجلة ، على بعد (١١) كيلومترا جنوبي مدينة سامراء الحالية. وتؤلف اطلال هذا الموقع تلا بيضوي الشكل تقريبا طوله من الشمال الى الجنوب (٢٣٠) م وعرضه من الشرق الى الغرب (١١٠) م ، ولا يزيد ارتفاعه عن ثلاثة امتار ونصف عند اعلى بقعة من سطحه. وقد اعلنت المديرية العامة للآثار عن اثرية هذا التل في سنة (١٩٤٩) وميزت نوعية الملتقطات المنتشرة على سطحه وثبتت ازمانها التاريخية. ثم قررت في سنة (١٩٦٤) ان تقوم باجراء تنقيبات عامة شاملة فيه. وقد دفعها الى ذلك سببان مهمان ، اولهما ان وقوع التل في وسط العراق قد يكشف في طياته عن دلائل أثرية تلقي الضوء على نوع الارتباط الحضاري بين شمالي وادي الرافدين وجنوبيه في خلال النصف الثاني من الألف السادس قبل الميلاد ، حين بدأ العراقي القديم ينحدر الى منطقة السهول الغربية في وسط الوادي وجنوبيه. ويؤسس اولى القرى الزراعية هناك. وثانيهما احتمال العثور على قرية من الطور المذكور بابنيتها وآثارها الاخرى لتوضح جوانب مهمة من تاريخ العراق القديم في النصف الثاني من العصر الحجري الحديث وبداية ما يسمى بالعصر الحجري المعدني. لأن ما كان معروفا عن المرحلة الحضارية المسماة (بطور سامراء) لما قبل التاريخ لا يتعدى الفخاريات التي كشف عنها هرزفيلد لأول مرة في المقبرة التي تعود الى هذه الفترة. ولقد اسفرت التنقيبات عن نتائج مهمة القت الضوء على جوانب كثيرة مما توخته دائرة الآثار العراقية. اذ كشفت لأول مرة عن مستوطنة تم الكشف على خمس طبقات اثرية منها كانت قد سكنت على التوالي (١). وترجع الطبقات الثلاث السفلى منها الى آواخر
__________________
(٦٥) التنقيب في تل الصوان للدكتور بهنام ابو الصوف ، مجلة سومر ج : ١ و ٢ لسنة ١٩٦٨ / ٣٧ ـ ٣٨.