اهلها وجنده من الاتراك في دروب المدينة واسواقها مما اضطره على ترك العاصمة والانتقال الى مدينة بعيدة عنها.
٢ ـ ان يبدأ العمران في الجانب الشرقي من المدينة ، لما تمتاز به ارض هذا الجانب مما سبقت الاشارة اليه من المميزات. ثم ينظر بعد ذلك في اعمار الجانب الغربي.
٣ ـ الاكثار من الشوارع الرئيسة في المدينة على ان تكون موازية لنهر دجلة ، وبأعرض ما يمكن ، وان توصل بينها شوارع فرعية عريضة ودروب ، وان يكون الشارع الذي على ضفة دجلة مباشرة فسيحا يتسع للسفن التي ستفرغ حمولتها في فروضه او تحمل منها.
٤ ـ ان تقام الأسواق الرئيسة حول المسجد الجامع الذي تقرر انشاؤه على شارع السريجة ، بحيث تجعل سوق خاصة لكل تجارة منفردة ، ويكون كل قوم من اصحاب التجارات والبياعات على حدة ، على مثل ما رسمت عليه اسواق بغداد.
وقد خطط المهندسون شوارع المدينة ودروبها ، ووضعوا اسس القصور والمساجد ، ومختلف القطائع التي اعدت لسكنى الجند ، ومختلف طبقات الناس ، وفق الأسس المشار اليها. وقد برهنوا في تخطيطهم على مهارة فائقة تجلت في تنظيم الشوارع ، وتنسيق الأبنية العامة ، وتوزيع القطائع ، واقامة الاسواق.
وكان من اول اعمال المعتصم بالله ، بعد ان كمل تخطيط المدينة انه كتب الى مختلف الولايات «في اشخاص الفعلة والبنائين واهل المهن من الحدادين والنجارين وسائر الصناعات. وفي حمل الساج وسائر الخشب والجذوع من البصرة وما والاها ، ومن بغداد وسائر السواد ومن انطاكية وسائر سواحل الشام. وفي حمل عملة الرخام وفرش الرخام ، فاقيمت باللاذقية وغيرها دور صناعة