الرخام» (١) لتهيئة ما تحتاجه قصور المدينة ومساجدها من الرخام والمرمر الابيض والملون. على ان المعتصم بالله لم يقتصر على استخدام عمال البناء والحرفيين ممن لهم علاقة بالبناء والتشييد فقط ، بل حاول ان يحشد للمدينة الجديدة ايدي عاملة كثيرة في مختلف النواحي. ولهذا اقدم من كل بلد من يعمل عملا من الاعمال او يعالج مهنة من مهن العمارة والزرع والنخل والغروس ، وهندسة الماء ووزنه واستنباطه والعلم بمواضعه من الأرض. وحمل من مصر من يعمل القراطيس وغيرها ، وحمل من البصرة من يعمل الزجاج والخزف والحصر. وحمل من الكوفة من يعمل؟؟؟ ف ومن يعمل الأدهان والاصباغ. ومن سائر البلدان من اهل كل مهنة وصناعة. فانزلوا بعيالهم في اماكن خاصة من المدينة ، واقطعوا فيها لبناء منازل لهم.
ابتدأ البناء في سنة (٢٢١ ه) (٢). ويظهر ان اول ما بنى في المدينة الجديدة هو قصر الخليفة الذي عرف بالدار العامة ، وقد بنى في بستان الدير الذي اشتراه المعتصم بالله ، وصارت ارض الدير بيت المال. ويقول المسعودي : «انه ارتاد لبناء قصره موضعا فيها فأسس بنيانه ، وهو الموضع المعروف بالوزيري في سر من رأى ، واليها يضاف التين الوزيري ، وهو اعذب الأتيان وارقها قشرأ واصغرها حبا» (٣).
ويقول الآثاري كريزويل ان المعتصم بالله ارسل رجالا الى مصر وامرهم بانتزاع اعمدة الرخام من الكنائس ، وانهم بعد ان انتزعوا اعمدة كنائس الاسكندرية ذهبوا الى كنيسة القديس ميناس في
__________________
(٧٩) كتاب البلدان / ٢٥٨.
(٨٠) الطبري ٩ / ١٧ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٣ ، والتنبيه والاشراف / ٣٠١ ومعجم البلدان ٣ / ١٧٤ ، والكامل ٦ / ٤٥٢.
(٨١) مروج الذهب ٤ / ٥٤.