مريوط وانتزعوا منها الرخام الملون ومرمر التبليط (١). الا ان زعمه هذا لا يمكن قبوله ، لأن المعتصم بالله الذي دفع مبالغ كبيرة لشراء الخرائب والاراضي المتروكة التي كانت تخص الرهبان في موضع سامرا لا يمكن ان يأمر باغتصاب اعمدة الكنائس ومرمر تبليطها ، وبخاصة اذا ما علمنا ان دور صناعة للرخام والمرمر قد اقيمت في بعض المدن التي اشتهرت بقطعه وصقله ، لسد حاجة المدينة الجديدة منه.
الشوارع الرئيسة :
يسمى الشارع الذي امتد على ضفاف نهر دجلة من شمالي المدينة حتى جنوبيها بشارع الخليج ، حيث كانت تقوم عليه الفرض لرسو السفن التي تحمل البضائع والتجارات الى المدينة من بغداد وواسط وكسكر وسائر السواد والبصرة والأبلة والاحواز ، ومن الموصل ويعربايا وديار ربيعة وما اتصل بذلك ، وتقوم في هذا الشارع قطائع المغاربة ، وعرف الموضع الذي خصص لسكنهم باسم «الأزلاخ» وتعتبر هذه القطائع اول ما اختط في سر من رأى. وهو بهذا الاعتبار شارع حيوي للمدينة ، بل هو شريان حياتها الاقتصادية لأن جميع السفن التي تحمل اليها البضائع والمؤن تفرغ حمولتها على الفرض القائمة عليه ، وكذلك تحمل منها الحاصلات والبضائع التي تنقل الى مدن اخرى.
ويلي شارع الخليج شرقا الشارع الرئيس في المدينة وقد عرف اول الأمر بشارع السريجة ، ثم اطلق عليه اسم الشارع الاعظم ، لأنه كان اطول شوارع سامرا واعرضها. فقد امتد من آخر البناء من قطيعة اشناس شمالا حتى آخر البناء في قطيعة الافشين في المطيرة غربا بحيث كان طوله في عهد المعتصم (١٩) كيلومترا تقريبا
__________________
(٨٢) Cresswell. Ashort Account Of Muslim Arcitecture, P : ٠٦٢