بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة :
هناك قسم من تاريخ الدولة العربية في عهد العباسيين يؤلف وحدة تاريخية كاملة ، امتدت من سنة ٢٢١ ه حتى سنة ٢٧٩ ه ، كانت فيه مدينة سامرا حاضرة الخلافة الاسلامية. وهذه المدينة التي انشئت لتكون عاصمة الخلافة في ايام المعتصم بالله ثامن الخلفاء من بني العباس ، شاء لها القدر ان تكون عاصمة لامبراطورية من اعظم الامبراطوريات التي ظهرت على مسرح التاريخ. فقد امتدت الامبراطورية العربية من سواحل المحيط الأطلسي غربا حتى تخوم الصين شرقا ورغم اختلاف اجناس رعاياها واختلاف السنتهم ، وقيام بعض الامارات شبه المستقلة على اطرافها المتباعدة ، فقد كانت ولاياتها جميعا مرتبطة برباط الدين الاسلامي والحضارة العربية وتخضع كلها لخليفة سامرا. وكما يقول المستشرق الهولندي كرامرز «انها كانت تؤلف كتلة دينية واحدة فضلا عن وحدة سياسية متينة العرى متراصة البنيان ، جمعت بينها قوة السلاح ، وجعلت سكانها يقفون في العالم كأعظم قوة مركزية عرفها البشر». [تراث الاسلام / ١٢٥]
ونستطيع ان نعتبر تأسيس مدينة سامرا اهم اعمال المعتصم بالله وابقاها اثرا. وتقوم هذه الأهمية على ما تطلبه تأسيسها من