الباب السادس
الفتن والاضطرابات في عهد سامرا
الفصل الأول
الفتن الكبرى
١ ـ فتنة الخرمية :
على الرغم من طول مدة حكم الخليفة المأمون التي بلغت عشرين عاما ونصف العام ، وعلى الرغم من كفايته الادارية وما عرف عنه من الحزم والدهاء ، فانه لم يستطع التغلب على الفتنة الخرمية التي اندلعت نيرانها في اذربيجان ، أو التغلب على تمرد الزط وعبثهم في نواحي البطائح. ويبدو ان انهماكه في توطيد عرشه الذي انتزعه من أخيه الخليفة محمد الامين ، وتعيين الامام علي بن موسى الكاظم لولاية العهد ، وما نشأ عن ذلك من مشاكل بينه وبين بني العباس. وكذلك اعتناقه مذهب المعتزلة وتعصبه لآرائهم ، وما اثاره من خلاف مع فقهاء السنة في موضوع خلق القرآن ، قد شغله عن التفرغ للقضاء على تلك الفتن يضاف الى ذلك استمرار العلاقات العدانية بين الدولة العربية والبيزنطيين مما جعل الثغور العربية عرضة لهجمات الروم. بحيث اضطر المأمون ان يقود الحملات في السنوات