يضرّ فيها التمساح كعدوة بوصير والفسطاط ، ولعين شمس الى ناحية الفسطاط نبت يزرع كالقضبان يسمّى البلسم يتّخذ منه دهن البلسان لا يعرف بمكان من الأرض إلّا هناك ويؤكل لحاء هذه القضبان فيكون له طعم صالح وفيه حرارة وحروفة لذيذة ، وشبروا (١) ضيعة فى وقتنا هذا جليلة فى محلّ مدينة يعمل فيها شراب العسل عند زيادة النيل فلا يخالط العسل والماء ثالث من خلط وهذا الشراب مشهور فى جميع الأرض لذّته ومحلّ نشوته وخمر رائحته ، والى جانبها قرية تعرف بدمنهور ويعمل بها بعض ما يعمل بشبروا وجميع مالها للسلطان ، وفاقوس وجرجير مدينتان من أرض الحوف والحوف ما كان من النيل أسفل الفسطاط وما كان من النيل جنوبيّه يعرف بالريف ، ومعظم رساتيق مصر وقراها فى الحوف والريف ،
(٣٢) وأهلها نصارى قبط ولهم البيع الكثيرة الغزيرة الواسعة وقد خرب منها الكثير العظيم وفيهم قلّة شرّ إلّا مع عمّالهم والمتقبّلين لنواحيهم وكان فيهم أهل يسار وذخائر وأموال واسعة وصدقات ومعروف وأدركت من اليسار فيهم والمعروف منهم على المسلمين ما يطول شرحه ولم يك بشىء من البلدان ما يقاربه أو يدانيه ، ومن أولاد القبط غيلان أبو مروان رئيس الغيلانيّة فرقة من الشيعة وآسية بنت مزاحم ومارية أمّ إبراهيم ابن نبيّنا عليهالسلام وهاجر أمّ إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلم ، وربّما ولدت المرأة [القبطيّة الولدين والثلاثة والأربعة فى بطن واحد بحمل واحد وليس ذلك](٢) بمكان ولا فى شىء من البلدان ولا ذلك بالخصوص بل ربّما جرى فى السنة دفعات وذلك أنّ ماءهم على قولهم أنيث يريدون ماء النيل وفيه (٣) خاصّيّة لذلك على قولهم ، وممّا يقارب ذلك وليس بالمنتشر العلم ولا فى جميع الأقطار أنّ غنم تركستان تلد الشاة فى
__________________
(٤) (شبروا) ـ حط (شبرة) ، (٢٠) (١٩ ـ ٢٠) [القبطيّة ... ذلك] مستتمّ عن حب وتوجد فى حط فقرة مشاكلة لذلك ، (٢٢) (وفيه) ـ (وفيها) ،