المسلمين من الخذلان وهلاك السلطان وقلّة الإيمان وإن بقيت الحالة على ما نحن به فالأمر سهل والمخوف المتوقّع أعظم وأجلّ وكأنّ الناس وقتنا هذا فى شغل بأحزانهم (١) عن ذكر سلطانهم وهلاك أديانهم وخراب أوطانهم وفساد شأنهم عن برزويه وحصنه وقد ملكه الروم وقتنا هذا وكأنّنا بآمد وقد [قيل أسلمه أهله](٢) ، وكانت جزيرة قبرس تحاذى جبلة فى وسط البحر الرومىّ وبينهما مجرى يوم وليلة وكانت للروم والمسلمين فاستخلصها الروم واستصفوها بأمور أكثر ضررها من المسلمين جرى وعن تفريطهم حدث ، والخناصرة وهى حصن يحاذى قنّسرين الى ناحية البادية وعلى شفيرها وسيفها كان يسكنه عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه وكانت صالحة فى قدرها مغوثة للمجتازين عليها فى وقتنا لأنّ الطريق انقطع فى غير وقت من بطن الشأم على التجّار باعتراض السلطان عليهم وبما سرح الروم بالشأم فى غير وقت فلجؤا الى طريق البادية لبوار السلطان واستيلاء الأعراب على الولاة وخفروا وساروا بالأدلّاء وعن قريب [٥٣ ب] يكفّ التجّار فقرهم وتنقطع سابلتهم وطرقهم ،
(١٢) والعواصم اسم الناحية وليس بمدينة تسمّى بذلك وقصبتها انطاكية وكانت بعد دمشق أنزه بلاد الشأم وعليها الى هذه الغاية سور من صخر يحيط بها وبجبل مشرف عليها فيه لهم مزارع ومراع وأشجار وأرحية وما يستقلّ به أهلها من مرافقها ويقال أنّ دور السور للراكب (٣) يوم ولهم مياه تجرى فى أسواقهم ودورهم وسككهم ومسجد جامعهم وكان لها ضياع وقرى
__________________
(٣) (بأحزانهم) ـ (باحرانهم) ، (٦) (وقد) ـ (و؟؟؟) ، [قيل أسلمه أهله] مستتمّ على التخمين بمقابلة ما يوجد فى آخر صفة مدينة آمد فى القطعة (١٩) من صفة الجزيرة فى الورقة ٦٥ ب من الأصل وهو (وكأنّى به وقد قيل أسلمه أهله أو دخل تحت الجزية من فيه) ، (١٨) (أنّ .... للراكب) كذا أيضا فى حب وقد كتب فى هامش هذه النسخة بغير يد الناسخ (كذب صريح فاخر قبيح فكأنّ كاتب هذا الكتاب ما رآها وو الله الماشى لو ذكر من خارج سورها مرّتين وأكثر لقدر والله أعلم فى يوم واحد) ،