له الى باب بنى شيبة فى قناة قد عملت هناك وكانت أكثر مياههم من السماء الى مواجن وبرك كانت بها عامرة فخربت باستيلاء المتولّين على أموال أوقافها واستئثارهم بها وليست لهم أبار يشرب منها وأطيبها زمزم ولا يمكن الإدمان على شرب مائها ، وليس بجميع مكّة شجر (١) مثمر غير شجر البادية وإذا جزت الحرم فهناك عيون وأبار وحوائط كثيرة وأودية ذات خضر ومزارع ونخيل ويقال أنّ بفخّ نخيلات يسيرة متفرّقة وهى من الحرم ولم أرها ، وثبير جبل مشرف يرى من منى والمزدلفة وكانت الجاهليّة لا تدفع من المزدلفة إلّا بعد طلوع الشمس إذا أشرقت على ثبير ، وبالمزدلفة المشعر الحرام وهو مصلّى الإمام يصلّى فيه المغرب والعشاء الآخرة والصبح ، والحديبيّة بعضها من الحلّ وبعضها من الحرم وهو مكان صدّ المشركون فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن المسجد الحرام من (٢) أبعد الحلّ الى البيت وليس هو فى طول الحرم [١٠ ظ] ولا عرضه إلّا أنّها فى زاوية للحرم فلذلك صار بينها وبين المسجد أكثر من يوم ،
(١٥) فأمّا المدينة فهى أقلّ من نصف مكّة وهى فى حرّة سبخة الأرض ولها نخيل كثيرة ومياه نخيلهم ورزوعهم من الأبار يسقون بها العبيد وعليها سور والمسجد فى نحو وسطها وقبر النّبيّ صلىاللهعليهوسلم من المسجد فى شرقيّه قريبا من القبلة قريبا من الجدار الشرقىّ فى بيت مرتفع بين سقفه وسقف المسجد فرجة ولا باب له وله زاويتان والمنبر الذي كان يخطب عليه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قد غشى بمنبر آخر والروضة أمام المنبر بينه وبين القبر والمصلّى الذي كان النّبيّ صلّى الله عليه وعلى برزة عترته يصلّى فيه الأعياد فى غربىّ المدينة داخل سورها وبقيع الغرقد (٣) خارج السور بباب البقيع فى شرقىّ المدينة ، وقباء خارج المدينة على نحو ميلين الى ما يلى القبلة وهو مجمع بيوت الأنصار يشبه القرية ، وأحد جبل فى شمالىّ المدينة وهو أقرب الجبال اليها على نحو فرسخين منها ، وبقربها مزارع فيها ضياع لأهل المدينة ووادى العقيق فيما بينها وبين الفرع والفرع
__________________
(٤) (شجر) ـ (شجرة) ، (١١) (من) ـ (ومن) ، (٢١) (الغرقد) ـ (العرقد) ،