وعبدك وكوك رئيسا الحدارب أجمع وفيهم رئيسان رئيس لأهل كلّ بيت ذمام ورئيس يسوسهم (١) ، فأمّا بطون الحدارب فمنهم العريتيكه والسوتباروا والحوتمه والعكنبيرا والنجريروا والجنيتيكه ، والواخيكه والحربيب بطن واحد ويتفخّذ لهؤلاء القوم كلّ بطن الى نحو مائة فخذ ولكلّ فخذ رئيس أو رئيسان وجميعهم منتجعون لا حاضرة لهم وتكون بلادهم التى تمطر وتزرع وينتجعونها بمواشيهم طولا نحو شهرين مسيرة والعرض من البحر الى النيل ومشاتيهم على البحر المالح والسواحل ومصائفهم الأودية التى فى وسط البلد ذوات مياه مراع تقوم بهم وخريفهم فيما قارب النيل مغرّبين عن بلادهم بديار قليلة الشجر كثيرة نبات الأرض والغدران وطعامهم اللحم واللبن خاصّة وضعفاؤهم يأكلون الوحش كالغزال والنعام والحمار وهم مسلمون بالاسم ومياسيرهم لا يرون أكل الصيد ولا مخالطة آكله ولا استعمال آنية من استجاز ذلك واستحلّه ولا يحلبون فيها ولا يشربون ، ولغتهم لغة تعمّ البجة وجميعها أعجميّة ولبعضهم لغة يتفرّد بها ،
(١٢) وتتّصل بلادهم ببلاد النوبة والحبشة وهم نصارى وتقرب ألوانهم من العرب بين السواد والبياض وهم مفترقون مجتمعون الى أن يحاذوا (٢) عدن وما كان من جلود النمور والجلود البقريّة الملمّعة وأكثر جلود اليمن التى تدبغ للنعال فيقع من ناحيتهم الى عدن وعدوة اليمن ، والجميع أهل سلم وليست دارهم بدار حرب وعلى شطّ البحر بنواحيهم منهل يقال له زيلع فرضة للعبور الى الحجاز واليمن ، ثمّ يتّصل ذلك بمفاوز النوبة والنوبة نصارى أيضا وبلدهم أوسع من الحبشة فى نواحيه وعمارتهم أكثر ممّا بالحبشة ويخترق نيل مصر فيما بين مدنهم ونواحيهم وقراهم عامرة خصبة كثيرة التمر والزرع والخضر (٣) ،
__________________
(٢) (١ ـ ٢) (وفيهم .... يسوسهم) ـ (وفيهم رييسا لاهل كل بيت ذمام ورييس يسوسهم) ، (١٦) (١٥ ـ ١٦) (الى أن يحاذوا) ـ (الى يحاذون) ، (٢٢) (٢١ ـ ٢٢) (وقراهم .... والخضر) يقرأ مكان ذلك فى حط (وقراها حتّى يتجاوز ذلك الى قفار ومفاوز وبرارىّ يتعذّر مسلكها) ثمّ تفقد القطعتان (١٣) و (١٤) إلّا أنّ كلمات (ومفاوز وبرارىّ يتعذّر مسلكها) توجد فى آخر القطعة (١٤) ،