وأوغل فى برارىّ سجلماسه واودغست ونواحى لمطه وتادمكه الى الجنوب ونواحى فزان ففيه مياه عليها قبائل من البربر المهملين الذين لا يعرفون الطعام ولا رأوا الحنطة ولا الشعير ولا شيئا من الحبوب والغالب عليهم الشقاء والاتّشاح بالكساء وقوام حياتهم باللبن واللحم وسأذكر ذلك وأصفه بعد فراغى من ذكر المسافات على استقصاء إن شاء الله ،
(٣٧) ذكر الطريق من افريقية الى تاهرت وفاس ، فمن القيروان الى الجهنيين قرية مرحلة ، ومنها الى سبيبه مدينة أزليّة كثيرة المياه والأجنّة وعليها سور من حجارة حصين ولها ربض فيه الأسواق والخانات وشربهم من عين جارية كثيرة تسقى بساتينهم وأجنّتهم وهى على مرّ الأيّام كثيرة الفواكه رخيصة الأسعار ويغلب على غلّاتهم الكمّون والكروياء والبقول ويزرع عندهم الكتّان ولهم ماشية كثيرة مرحلة ، ومنها الى مرماجنه قرية مرحلة وهى لهوارة وفيها أسواق حسنة ، ومنها الى مجانه مدينة ذات سور من طابية مرحلة وهى كثيرة الزعفران والزرع وبها معادن حديد وفضّة ومنها الحجارة المجلوبة للمطاحن بجميع المغرب ولهم واد غزير الماء يزرعون عليه وأسواق صالحة ، ومن مجانه [٢٥ ب] الى تيجس (١) طريق قصد على مناهل وقرى خمس مراحل ويفارق طريق باغاى قبل أن يصل الى نهر ملاق ، ومنها الى مسكيانه قرية عليها سور قديمة كثيرة المياه والزرع ولها سوق وماؤها جار من عيون فيها من الحوت الكثير الرخيص وسوقها ممتدّ كالبساط مرحلة وهى أكبر من مرماجنه وتجمعان أبدا لعامل واحد ، ومنها الى مدينة باغاى وهى كبيرة عليها سور أزلىّ من حجارة ولها ربض عليه سور والأسواق فيه وكانت الأسواق قديما فى المدينة فنقلت ولها ماء جار من واد يأتيهم من القبلة ومنه شربهم مع أبآر لهم عذبة ولهم من البساتين الكثير مرحلة وهو بلد بربرىّ البادية وأكثر غلّاتهم الحنطة والشعير وعاملها على صلاتها ومعاونها ووجوه أموالها عامل بنفسه لا من تحت يد أحد وجبل اوراس منها على أميال وفيه المياه الغزيرة والمراعى
__________________
(١٥) (تيجس) ـ (؟؟؟) ،