وليس نرى بكتامة التى بسطيف (١) ولا بغيرها شيئا من هذا الأمر ولا يجيزونه ولا يستحسنون ذكره ، وكتامة التى بهذه الناحية متشيّعون وبهم ظهر أبو عبد الله الداعى وأخذ المغرب ،] وقد تغيّرت [تاهرت](٢) عمّا كانت عليه وأهلها وجميع من قاربها من البربر (٣) فى وقتنا هذا فقراء بتواتر الفتن عليهم [ودوام القحط وكثرة القتل والموت وكذلك كتامة فى حالها](٤) من جهة خليفة أهل المغرب بالمغرب وهو بلكين يوسف بن زيرى وقد استباح الجميع ، [فأمّا أهل قسطيلية وقفصة ونفطة والحامّة وسماطة وبشّرى وأهل جبل نفوسة فشراة إمّا إباضيّة من أصحاب عبد الله بن إباض أو وهبيّة من أصحاب عبد الله بن وهب وتجاورهم من البربر زماتة ومزاتة قبيلتان عظيمتان الغالب عليهم الاعتزال من أصحاب واصل بن عطاء وكان أبو يزيد مخلد بن كيداد الإباضىّ الخارج على القائم محمّد بن عبيد الله عليهالسلام من أهل سماطة ومن فراعنتهم قتل خليلا صاحب ديوان المغرب وميسورا الخادم صاحب جيش المغرب واتّسق له من الظلم والعدوان ما جعل الله بغيه نكالا عليه ،]
(٥) (٥٠) وكانت القيروان أعظم مدينة بالمغرب وأكثرها تجرا وأموالا وأحسنها منازل وأسواقا وكان فيها ديوان جميع المغرب واليها تجبى أموالها وبها دار سلطانها وبظاهرها المكان (٦) المدعوّ رقّادة (٧) وهو مدينة كانت منازل لآل الأغلب ،
(٥١) وسمعت أبا الحسن بن أبى علىّ الداعى المعروف كان بحمدان قرمط وهو صاحب بيت مال أهل المغرب يقول فى سنة ستّ وثلثين وثلثمائة دخل المغرب من جميع وجوه أمواله وسائر كوره ونواحيه وأصقاعه
__________________
(١) (بسطيف) كتب ناشر حط تابعا لنسختيه (تستضيف) إلّا أنّه استحسن تصحيحه الى (بسطيف) بمقابلة نصّ الإدريسىّ ص. ٩٩ ، (٣) [تاهرت] مأخوذ من حط ، (٤) (وأهلها ... البربر) ـ حط (وجميع هؤلاء البربر) ، (٥) [ودوام ... حالها] مأخوذ من حط ويفقد فى حط ما يلى ذلك ، (١٤) (٧ ـ ١٤) [فامّا ... عليه] مأخوذ من حط ، (١٧) (المكان) ـ (فى المكان) ، (١٨) (رقّادة) ـ (رقادة) ،