ويعرف بلسان الفرس بايران كنا خره (١) وهو بناء بناه اردشير ويقال أنّه كان من الارتفاع بحيث يشرف منه الإنسان على المدينة وجميع رساتيقها واستحدث بأعلاه بيت نار واستنبط بحذائه من جبل عال ماء حتّى أصعده الى أعلى هذا الطربال كالفوّارة ثمّ ينزل فى مجرى آخر قد بنى من جصّ وحجارة وقد نقضه الناس واستعملوا أكثره وخرب حتّى لم يبق منه إلّا القليل اليسير وكأنّه الطربال الذي بمدينة بلخ فى وسط ربضها وخارج المدينة قريب من السور (٢) ويكون أعلاه أكثر من جريب مساحة فى غاية العلوّ من آجرّ وطوب وخبره كالخبر المتقدّم من ذكر الطربال الأوّل ، وفى المدينة مياه جارية وهى نزهة جدّا يسير الإنسان منها عن كلّ باب يخرج منه نحو فرسخ فى بساتين وقصور ومتنزّهات فى غاية الحسن والطيبة والنضرة والخضرة وما يطرب الناس الى مثله من المناظر الأنيقة الحسنة [وكان فى هذه البساتين قصور ودور حسة طيّبة فخرب أكثر ذلك] ، (٣)
(١٦) فأمّا مدينة شيراز فمدينة إسلاميّة بناها محمّد بن القسم بن أبى عقيل ابن عمّ الحجّاج وسمّيت بشيراز تشبيها لها بجوف الأسد وذلك أنّ عامّة المير بتلك النواحى تحمل اليها ولا تحمل منها الى مكان وكانت معسكرا للمسلمين لمّا أناخوا على فتح اصطخر فلمّا افتتحت اصطخر تبرّك محمّد بن القسم بهذا المكان فجعله مدينة وهى نحو فرسخ فى السعة وليس عليها سور يجمعها وهى مشتبكة البناء كثيرة الأهل بها شحنة جيش فارس أبدا ودواوين فارس وعملها وولاة الحرب فيها ، وأمّا كارزين (٤) فإنّها مدينة صغيرة نحو ثلث اصطخر ولها قلعة وليست من القوّة فى أسبابها والكبر بحيث تذكر بأكثر من هذا وإنّما تذكر لأنّها قصبة قباذخرّه ، (٥) ومن أجلّ
__________________
(١) (بايران كنا خره) تخمينا يعنى ليعظّم ايران وفى الأصل (بابراد كناصره) ويوجد فى حط وصط (بأيوان وكياخرّه) تابعا لبعض نسخ الاصطخرىّ ، (٧) (٦ ـ ٧) (فى وسط .. .. السور) يوجد مكان ذلك فى حط (فى غربيّها خارج بابها مطلّ على المقابر بناء) ، (١٢) [وكان ... ذلك] من مضافات حب ٢٧ ب ، (١٩) (كارزين) ـ (كازرون) ، (٢١) (قباذخرّه) ـ (قباذحرّه) ،