تسع وثلاثين وألف كثرت الأمطار ، ورخصت الأسعار ، ووقع السيل المشهور.
وذلك أنه لما كانت يوم الأربعاء تاسع (١) شعبان من العام المذكور ، حصل بمكة المشرفة مطر ، ابتداؤه من بين العصرين ، وحصل معه برد ، واستمر كذلك إلى أثناء ليلة الخميس وحصل معه آخر (٢) يوم الأربعاء سيل عظيم ، لم تر الأعين مثله في هذه الأزمنة القريبة ، ودخل المسجد الحرام وملأ غالبه ، ودخل الكعبة المشرفة من بابها ، ووصل إلى نصف جدارها من داخل ، ومات بسببه داخل المسجد الحرام (٣) وخارجه خلق كثير (٤) من كبير وصغير وجليل وحقير ، وامتلأت أرض المطاف بالماء ، ثم لما كان بعد صلاة العصر نهار الخميس سقط الجدار الشامي من الكعبة المشرفة ، وبعض الجدارين الشرقي والغربي ، فحينئذ وقع الضجيج العام ، والانزعاج في قلوب الأنام ، فبرز الشريف المذكور من داره بأجياد إلى المسجد الحرام ، وحضر معه الأشراف وفاتح البيت محمد بن أبي القاسم الشيبي والعلماء (٥) والأعيان ، فأمر بإيقاد الشموع الكائنة في حاصل المسجد ، وأمر فاتح البيت أن يدخل الكعبة ويخرج القناديل التي بها خشية عليها من الضياع ، فعين
__________________
(١) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٢ زيادة كلمة : عشر ، بعد تاسع. وهي تخالف النسخ الخطية الثلاث.
(٢) ورد في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٢ : وحصل منه يوم الأربعاء. وهو نص يخالف النسخ الخطية.
(٣) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٢ ، كلمة : الحرام. ليست موجودة.
(٤) في النسخة المخرومة ص ١٥ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٢ : كثيرون.
(٥) كلمة : العلماء ، ليست في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٢.