وألف في ذلك رسالة لطيفة سماها «سيف الإمارة على مانع نصب الستارة».
ثم لما كان يوم الجمعة تاسع وعشرين جمادى الأولى من السنة المذكورة ، حضر (١) الحطيم الشريف عبد الله المذكور ، والأشراف والعلماء ، فدار الكلام (٢) في هدم بقية الجدران ، فاتفقوا على الإشراف عليه أولا ، فدخل الشريف والجماعة إلى الكعبة وأشرفوا على بقية الجدران ، ونصب المهندسون الميزان في الجدار اليماني ، فوجدوه (٣) خارجا عن الميزان نحو من ربع ذراع ، ثم برزوا من الكعبة وجلسوا بالحطيم ، فاقتضى رأيهم أن تهدم بقية الجدارين (٤) الشرقي والغربي. ثم ينظر في الجدار اليماني ، فإن زاد في الميل هدم وإلا فلا ، وانفضوا على ذلك.
ثم بعد مضي يومين من المجلس المذكور ، رفع سؤال إلى علماء مكة الذين عليهم الاعتماد ، ومضمونه : هل يجوز هدم الجدار اليماني إذا شهد المهندسون بوهنه وسقوطه إن لم يهدم؟. فأجابوا بالجواز ، فاعتمد الولاة على ذلك ، وتعاطوا العمارة ؛ فشرع حينئذ المهندسون في هدم بقية الجدران.
__________________
(١) زاد في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٥ ، قبل الحطيم : إلى.
(٢) زاد في النسخة المخرومة ص ١٥ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٥ : بينهم.
(٣) كتبت هذه الكلمة في النسختين (أ ، ب) : فخرجوه ، وما أثبت هنا نقلا عن النسخة المخرومة ، ورقة ١٥. وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٦.
(٤) ورد خطأ في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣١٦ ، هكذا : الجدران.