بأعظم منه فجبرّنا الله بعده ، ثم قام ، فقال معاوية : لا والله ما كلمت أحداً قط أعدّ جواباً ولا أعقل من ابن عباس(١٣٩).
١٨٠ ـ قال : أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا سلام أبو المنذر ، قال : قال معاوية لابن عباس : مات الحسن بن علي ـ ليبكته بذلك ـ ، قال : فقال : لئن كان قد مات فإنه لا يسد بجسده حفرتك ، ولا يزيد موته في عمرك ، ولقد أصبنا بمن هو أشد علينا فقداً منه فجبر الله مصيبته.
١٨١ ـ قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن مسلمة بن محارب ، عن حرب بن خالد ، قال : قال معاوية لابن عباس : يا عجباً من وفاة الحسن! شرب عسلة بماء رومة فقضى نحبه! لا يحزنك الله ولا يسوؤك في الحسن ، فقال : لا يسوؤني ما أبقاك الله! فأمر له بمائه ألف وكسوة.
قال : ويقال : إن معاوية قال لابن عباس يوماً : أصبحت سيد قومك ، قال : ما بقي أبو عبدالله فلا.
١٨٢ ـ قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو هلال ، عن قتادة ، قال : قال معاوية : واعجباً للحسن! شرب شربة من عسل يمانية بماء رومة فقضى نحبه!! ثم قال لابن عباس : لا يسؤوك الله ولا يحزنك في الحسن ، فقال : أما ما أبقى الله لي أمير المؤمنين فلن يسوءني الله ولن يحزنني!
قال : فأعطاه ألف ألف من بين عرض وعين فقال : أقسم هذه في أهلك.
١٨٣ ـ قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبيه ، قال : لما مات الحسن بن علي بعث مروان بن الحكم بريداً إلى معاوية يخبره أنه قد مات.
قال : وبعث سعيد بن العاص رسولاً آخر يخبره بذلك ، وكتب مروان يخبره بما أوصى به حسن بن علي من دفنه مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن ذلك لا يكون وأنا حيّ ، ولم يذكر ذلك سعيد.
ـــــــــــــــ
(١٣٩) رواه ابن عساكر برقم ٣٦٨ بإسناده عن ابن سعد.