الظاهرة الثالثة : إن اختيار هذه الألفاظ إنما يتجه بالخطاب إلى سكان الأرض الذين يهمهم أمرها ليتعرفوا على ما فيها عقلياً ويتطلعوا إلى كشف أسرارها علمياً بحسب الذائقة الفطرية.
٢ ـ ضرب الأمثلة المختارة وتحليلها نقدياً لتلك الظواهر المتقدمة مع ذكر الأشباه والنظائر ، ومتابعة سنن العرب في الاستعمال مما يوصلنا إلى المنهج الدلالي الأم في استقراء أصول الدلالة في القرآن الكريم.
٣ ـ وقوفنا عند الخطابي ( ت : ٣٨٨ ه ) ووجداننا له عالماً موفقاً فيما أورده من افتراضات ، وما أثبته من تطبيقات بالنسبة لجملة من ألفاظ القرآن الكريم ، بتقرير أنها لم تقع ـ على ما زعموا توهماً ـ في أحسن وجوه البيان وأفصحها ، لمخالفتها لوضعي الجودة والوقع المناسب عند أصحاب اللغة ، وذلك كدعوىٰ افتراضية ، يتعقبها بالرد والكشف والدفاع ، واعتبرناه دقيقاً فيما أورده من إفاضات في هذا المجال ، استند فيها إلى المتبادر في العرف العربي العام ، واستشهد على صحة ذلك بالموروث الأدبي عند العرب.
د. وتم لنا في الملحق الأحصائي ، إنارة الدرب أمام الباحثين الموسوعيين ، فوضعنا معجماً عاماً للعلماء الدلاليين من العرب والأوروبيين ، القدامى والمحدثين ، ورتبناه بحسب الترتيب المعجمي المعاصر ، وأضفنا له بعض المعلومات المهمة في الموضوع ، أسماءً وكتباً وتواريخ وعناوين ، تأخذ في تسهيل مهمة البحث الأكاديمي.
وبعد فالبحث خطوة أولية في استلهام بحوث متطورة في مجال البحث الدلالي ، أخلصنا في القصد ، والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
|
الدكتور محمد حسين علي الصغير النجف الأشرف / كلية الفقه جامعة الكوفة |