هذا ولا يفوتني في هذه الطبعة ان أنبه الى ما جال في خاطري منذ عهد بعيد ألا وهو ان كتاب «صفة جزيرة العرب» للهمداني الذي ظهر مطبوعا من اصوله المخطوطة كلها قد اعتورها النقص وانها ليست بكاملة بدليل ما نسوقه كبرهان على ذلك.
١ ـ الاول من نفس الكتاب فالمؤلف الهمداني يذكر في ص ١٣٩ ما نصه :
«والثاني وادي أبين وهو ما يلي «لحج» ومآتيه من شراد وبنا ارض رعين وقد ذكرناه». والحال انه لم يذكره وانما غطيناه من عندنا كما تراه في هامش ذلك.
٢ ـ انه ذكر «عمان» ولم يأت بغير كلمات. قصيرة مع انه قطر يماني كبير بينما افاض في غيره.
٣ ـ جاء في «معجم ما استعجم» للوزير البكري ج ٢ ـ ٤٧٨ في كلامه على «الحيرة» وان لم ينص على ان ذلك من كتاب «صفة جزيرة العرب» الا أن ما في خزانة الأدب يؤيد ذلك. قال البكري :
قال الهمداني : سار تبع ابو كرب في غزوته الثانية فلما اتى موضع الحيرة خلف هنالك مالك بن فهم بن غنم بن دوس على أثقاله وتخلف معه من ثقل من اصحابه في نحو اثني عشر الفا وقال : تحيروا هذا الموضع فسمى الموضع «الحيرة» فمالك اول ملوك الحيرة وأبوهم ، وكانوا يملكون ما بين الحيرة والأنبار وهيت ونواحيها وعين التمر واطراف البراري الغمير والقطقطانية وخفيّة وكان مكان الحيرة من اطيب البلاد وارقه هواء واخفه ماء واعذبه تربة وأصفاه جوّا قد تعالى عن عمق الأرياف واتضع عن خزونة الغائط واتصل بالمزارع والجنان والمتاجر العظام كأنها كانت من ظهر البرية على مرفأ سفن البحر من الصين والهند وغيرهما. قال ابو دواد يصفها :
ودار يقول لها الرّائدون |
|
ويل امّ دار الحذاقي دارا |
فلما وضعنا بها بيتنا |
|
نتجنا حوارا وصدنا حمارا |
وبات الظليم مكان الفصيل |
|
يسمع منه بليل عرارا |
ونهر الحيرة مدفون من الفرات الى النجف.