جميل ، عزيز الوجود ، لم أر منه إلا أجزاء متفرقة وصلت الي من اليمن وهي الأول والرابع يعوزه يسير ، والسادس والعاشر والثامن ، وهي على تفرقها تقرب من نصف التصنيف وصلت في جملة كتب الوالد المخلفة عنه ، حصلها عند مقامه هناك. وقيل : إن هذا الكتاب يتعذر وجوده تاما ، لأن المثالب المذكورة في بعض قبائل اليمن أعدم اهل تلك القبيلة ما وجدوه من الكتاب ، وتتبعوا إعدام النسخ منه فحصل نقصه بهذا السبب) اه. وأقول : المغامز المتعلقة بالقبائل توجد في القسم المتعلق بالأنساب وقد وصل الينا هذا وفيه ما فيه. ويلاحظ أن الأجزاء التي لا نعرف عنها شيئا منذ عهد المؤلف هي المتعلقة بالسيرة الحميرية وبالأمثال والحكم باللسان الحميري ، والتنبيه على الأخبار الباطلة فكأنها المتعلقة بأحوال قبيلة حمير في عهدها القديم ، ومعروف أن تلك مظنة للشك في صحتها ، وأنها تتعلق بأمور الجاهلية التي جاء الاسلام بطمس كل ما لا يتفق منها مع ما جاء به ، يضاف الى هذا أن اللغة الحميرية ماتت بموت الهمداني ومعاصريه فأصبحت بعدهم غير مفهومة ، ومن الصعب نقل كلام غير مفهوم ، وتصوير رموز مجهولة. والقول بأن الكتاب يوجد كاملا في إحدى المكتبات غير صحيح (١). وقد ألف الاكليل قبل «صفة جزيرة العرب» لأنه ذكره في مواضع منها ، وأشار البكري في «معجم ما استعجم» (٢) الى انه ألفه في سنة (شل) أي ٣٢٠ وقال الهمداني : وفي تلفم ـ قصر ريدة ـ ألفنا كتابنا هذا. ويقع الاكليل في عشرة أجزاء : (١) في المبتدأ وأصول أنساب العرب والعجم ، ونسب ولد حمير. (٢) في نسب ولد الهميسع بن حمير وقد طبع الجزءان باختصار محمد بن نشوان الحميري ، وتحقيق العلامة القاضي محمد بن علي الأكوع سنة ١٣٨٣ ، ١٩٦٣ (٣) م و ١٣٨٦ (١٩٦٦) بمطبعة السنة المحمدية في القاهرة. (٣) في فضائل قحطان ؛
__________________
(١) كما في «تذكرة النوادر» للسفير هاشم الندوي ص ٩٧١ و «تاريخ الأدب الجغرافي» ١٧١ وانظر بحثنا عنه في «مجلة المجمع العلمي العربي» بدمشق المجلد ال ٢٥.
(٢) ٢٣٨ / ٢٣٩ (براقش).
(٣) الذي طبعنا على مختصر العلامة محمد بن نشوان هو الجزء الأول من الاكليل والنقص الذي فيه انما هي الأبحاث اللغوية أما الجزء الثاني من الاكليل فكان على نسخة محمد بن نشوان وعلى نسخة كاملة غير منقوصة وهي النسخة الوحيدة التي أهداها الوالد العلامة عبد الخالق بن عبد الرحمن حنش الكندي رحمهالله للامير عبد الله بن الإمام يحيى رحمهالله وكان على وشك الظهور فلما قتل الأمير عبد الله التهمها القاتل اخوه الامام احمد والى الابد ولكن كان قد أخذ لها صور ومنها الصورة التي اخذتها عارية من الوزير محمد بن عبد الله العمري فطبعنا عليها الجزء الثاني وهي تامة غير منقوصة الحوالي.