صحيح وأن الهمداني ألف هذا الشرح إبان تألب شعراء صعدة عليه ـ وقد سبقت الإشارة الى ذلك ـ يضاف إلى هذا أن الشارح صرّح باجتماعه بالخضر بن داود بمكة سنة ٣٠٧ (١) ـ وعمر الهمداني إذ ذاك لم يبلغ الثلاثين ، وليس من المعقول أن يكون قد ولد له ولد بلغ من السن ما يؤهله للتأليف ، ثم إن نفس الهمداني وأسلوبه وسعة اطلاعه تطالع القارئ من خلال كل صفحة من صفحاته.
ويظهر أن الكتاب الف في ٢٢ رمضان سنة ٣١٦ (٢) ـ أي قبيل سجن الهمداني بزمن قصير ـ حيث أشار الى تقدير الزمن من عهد آدم الى ذلك اليوم. ومن هذا الكتاب نسخة تقع في ١٨٤ ورقة في مكتبة الامام يحيى في صنعاء مخطوطة سنة ٦٢٣ وفي آخرها نقص ، حيث لا يوجد شرح ٢٦ بيتا (٣) من القصيدة التي في آخر مخطوطة برلين من «الإكليل» وهذا الشرح حافل بذكر كثير من أيام العرب في صدر الاسلام ، وفيه نصوص وأشعار وأخبار لا نجدها في غيره من الكتب التي بين أيدينا ، وتطغى على المؤلف فيه عاطفته.
١٥ ـ سرائر الحكمة. قال عنه صاعد الأندلسي «في طبقات الأمم» : (وغرضه التعريف بجمل علم هيئة الأفلاك ، ومقادير حركات الكواكب ، وتبيين علم أحكام النجوم واستيفاء ضروبه ، واستيعاب أقسامه) ، وقال القفطي عنه : (في صناعة النجوم) ويظهر أن القفطي لم يطلع على الكتاب ، وأن صاعدا اطلع على قسم منه ، وهو المقالة العاشرة التي وصلت إلينا ، وهي المتعلقة بالنجوم ، ويظهر أنها كاملة في موضوعها ، وأن المقالات التسع الأخرى من الكتاب تتعلق بموضوعات أخرى من الفلسفة ، وقد ذكر الهمداني هذا الكتاب في «الاكليل» بعد أن أورد قولا بأن حمير هو أول من أحدث اللغة الحميرية : (كل هذا بالتقليد والقول المطلق ، وقد بيّنا علل اختلاف الكلام في جميع نواحي الأرض في كتاب «سرائر الحكمة»).
ويوجد من هذا الكتاب في صنعاء قطعة هي المقالة العاشرة ، في علم النجوم (٤) ، وتحوي ثلاثة وثلاثين بابا ، وتقع في ٦٣ صفحة ، في الصفحة ٣١ / ٣٥ سطرا بخط
__________________
(١) ٢٩٥.
(٢) الورقة ١٦٧.
(٣) قد سمح لنا الوقت وعثرنا على شرح الدامغة كاملة غير منقوصة وطبعناها ولله الحمد ـ الحوالي.
(٤) المقالة العاشرة قد حققناها ونشرت ولله الحمد ـ الحوالي.