وقد طبع هذا الكتاب في مطبعة بريل في ليدن (هولندة) سنة ١٨٨٤ م في مجلدين يشمل الأول الكتاب وفهارسه ، والثاني تعليقات على الكتاب ودراسات عن نسخه مع ذكر اختلافها ، ومقارنة بعض ما ورد فيه بما في «معجم البلدان» و «معجم ما استعجم» وغيرهما بتحقيق د. ه. مولّر (D.H.Moller) ـ ١٨٤٦ / ١٩١٢ م ـ ولا يدرك مقدار الجهد العظيم الذي بذله هذا المحقق إلا من اطلع على مخطوطات الكتاب التي توفر للمحقق خمس هي أجود ما عرف من مخطوطاته في عهده ـ وقد وصفها.
لقد تسرب التصحيف والتحريف الى تلك المخطوطات من جراء عدم إعجام الحروف وهو داء في المخطوطات العربية عامّة ، ولكنه فيما يتعلق بأسماء المواضع أردأ وأسوأ.
وقام الشيخ محمد بن عبد الله بن بليهد ـ رحمهالله ـ باعادة طبعه في سنة ١٣٧٣ (١٩٥٣ م) في مطبعة السعادة بمصر وجاء في ٤٣٨ صفحة بفهارسه وحواشيه ، وقد اعتمد المحقق الفاضل المطبوعة الأولى أصلا له واستعان بمخطوطة نسخت له من اليمن.
والواقع أن قارىء أية واحدة من الطبعتين لا يستطيع أن يبصر طريقه لكثرة ما فيهما من الكلمات المشكلة ، ولا يرجع هذا الى قصور المحققين الفاضلين في عملهما بل الى غرابة كثير من أسماء المواضع ، ووقوع التصحيف فيها منذ عهد قديم.
ولما أراد مؤرخ اليمن وعالمها في عصرنا الأستاذ الجليل القاضي محمد بن علي الأكوع الحوالي الحميري إعادة نشر هذا الكتاب وجد نسخا لم يطلع عليها من سبقه ، بل بذل جهدا مضنيا في تتبع أكثر المواضع اليمنية بحثا بين سكان جهاتها ، وقد تكبد المشقات في التجوّل في جهاتها ، في أغوار الأودية أو في قلل الجبال ، مع صعوبة المسالك ، وعدم توفر وسائل الاتصال ، فكان له من مشاهداته وخبرته ، وسعة علمه في تلك البلاد خير معين على تصحيح جلّ ما وقع في أسماء المواضع اليمنية في تلك الكتاب ، كما عثر على نسخة بلغت من الجودة درجة حملته على الاعتماد عليها واتخاذها أصلا لمعاناتها ، وعناية بعض العلماء اليمنيين بها (١) كما رجع الى المطبوعتين الأوليين
__________________
(١) لم نتمكن من إدراج وصفها لتأخر وصول صفحات مصورة منها كنا طلبناها.