ويرى الباحث بين أسماء آباء الهمداني أسماء لم يعتد البدو استعمالها مثل (يوسف) و (يعقوب). وإذا تركنا كلمة (ابن الحائك) وما وصفه الناقمون عليه من جرائها جانبا فانه يعترضنا أمور ذكرها الهمداني نفسه عن أسرته ، فأبوه كان يتاجر بالذهب كما في «الجوهرتين (١)». وكان رحالة دخل الكوفة والبصرة وبغداد وعمان ومصر (٢). وخال أبيه الخالص بن معطي كان ممن ولي عيار صنعاء (٣) وعناية آله بالصناعات كالتعدين وغيره ، أمور تلفت النظر ، وصلة آله بالعراق ـ البلد المتحضر ـ كانت قديمة فقد كان أبو جده محمد بن يعقوب ، يعرف بالبصري ، وهذا هو عم الهمداني الذي تزوج الهمداني ابنته كما في «الإكليل (٤)».
وقد ذكر الهمداني في «الإكليل (٥)» ان جده يعقوب أبناؤه ثلاثة : (١) إبراهيم ـ انقطع نسله. (٢) أحمد خلف الحسن ـ المترجم ـ وابراهيم. (٣) محمد وولده فاطمة تزوجها المترجم ، وابراهيم وعبد الله. ولم يذكر من نسل هؤلاء أحدا سوى ابنه مالك مما يدل على أن ابنه محمدا الذي ينسب اليه «شرح الدامغة» لم يولد ، وذكر أن ابنه مالكا من فاطمة ابنة عمه مات وله فيه المراثي.
تاريخ ولادته : نص في المقالة العاشرة (٦) من «سرائر الحكمة» أنه ولد يوم الأربعاء ، ١٩ صفر سنة ٢٨٠ ه وإن لم يصرح باسمه ، ولكن القرائن التي ذكرها تدل على ذلك.
ولا نعرف شيئا عن أول حياته ، ويظهر أنه شارك أهله في عملهم وهو الجمالة ـ حمل الحجاج والتجار الى مكة من صعدة ـ وقد نصّ الهمداني على ذلك بقوله (٧) : (وكنت أنظر الى التجار إذا حملناهم الى مكة من صعدة).
وكثرة صلاته ببعض مشاهير زمنه مادحا ، يدل على أنه كان يلاقي عوزا
__________________
(١) ص ١٤٧
(٢) «صفة جزيرة العرب» ص ٣٦١
(٣) «الجوهرتين» ٣١٠.
(٤) ١٠ / ١٩٨
(٥) ١٠ / ١٩٨
(٦) ص ٩٦ من المطبوع
(٧) «صفة جزيرة العرب» ص ٣٦٥.