وحاجة ، كقصته مع ابن الرويّة التي أوردها القفطي.
في مكة : ولعله في إحدى رحلاته طاب له المقام بمكة فجاور فيها ، وكان ذلك وهو في أول عمره كما يفهم من اجتماعه بالخضر بن داود أحد علماء مكة ـ كما سيأتي ، ونقل ابن فهد (١) عن «تاريخ اليمن» للخزرجي أن الهمداني ولد بصنعاء ، وبها نشأ ، ثم ارتحل في شبيبته الى مكة فجاور بها وقتا ، وكتب صدرا من الحديث والفقه ، ورواه ثم رجع الى اليمن فنزل صعدة. ا ه.
وفي مكة ـ وقد أطال فيها الإقامة ـ تفتحت للهمداني آفاق المعرفة ، فقد كانت من أعظم مراكز العلم في ذلك العهد ، وكان من العلماء الذين تلقى العلم عنهم فيها الخضر بن داود ، وقد نصّ على أنه اجتمع به سنة ٣٠٧ (٢) ه وهذا العالم من رواة «السيرة» عن ابن اسحاق يرويها عن محمد بن حاتم ، عن عمار بن الحسن ، عن سلمة بن الفضل ، عن محمد بن اسحاق ، وقد روى عنه منها كثيرا (٣) في الجزء الأول من «الاكليل».
والخضر هذا ذكره الدارقطني ـ علي بن عمر ـ (٣٠٦ / ٣٨٥ ه) انه (٤) ممن روى عنه كتاب «النسب» للزبير بن بكار بواسطة شيخ مدني. ولا نجد في كتب التراجم التي بين أيدينا ترجمة للخضر هذا. وقد يتناول الهمداني ما يورده من أقوال ابن اسحاق بالنقد (٥) ، فهو بعد أن يورد عنه زعم أهل التوراة ان السواد في ولد حام عن دعوة دعاها نوح على ابنه حام ، يعقب قائلا : (وهذا في غاية التناقض ان يسيء حام ويلعن ولده ، والله يقول (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) وإنما لسواد الناس وبياضهم وسمرتهم علة ذكرنا في «السيرة» من هذا الكتاب).
__________________
(١) «الدر الكمين» مخطوطة رامبور (الهند) الورقة ١٠٢
(٢) «شرح الدامغة» ص ٢٩٥ من المطبوع
(٣) انظر «الإكليل» ١ / ٣٨ و ٢ / ٩٦ ، ١٢٧ ، ٣٥٧ و ١٠ / ٢٣ و «شرح الدامغة» ٣٦ ، ٤٦ ، ٩٣ ، ٩٥ ، ٩٩ ، ١٠٢ ، ١٠٣ ، ١٤٤.
(٤) «المناسك» ص ٣٤٣.
(٥) «الاكليل» ١ / ٦٦ ، ٨٤.