وممن نسب الى الجند من المتقدمين عطا بن أبي رباح مولى بني فهر بكسر الفاء وسكون الهاء ثم راء مهملة من أجلّاء فقهاء التابعين سمع جابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وروى عنه الزهري وقتادة ومالك بن دينار والأعمش والأوزاعي وغيرهم وإليه وإلى مجاهد تنتهي فتوى مكة وكان بنو أمية يأمرون بالمنادي : لا يفتي الناس إلا عطا بن أبي رباح عشرين سنة وكان من أحسن الناس صلاة وكان أفطس أسود مفلفل الشعر ثم عمي في آخر عمره وتوفي سنة ١١٥ عن ثمانين سنة.
ومنهم محمد بن خالد الجندي أحد شيوخ الشافعي ومنهم يحيى بن زياد الجندي أدرك علماء الجند وصنعاء كطاووس وغيره وكان ماهرا بالقراءات السبع ومات بصنعاء.
ومن المتأخرين البهاء الجندي مؤلف التاريخ في اليمن ووالده وغيرهما. انتهى كلام ابن مخرمة.
قلت : وصاحب التاريخ هو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن يعقوب بن جبير المعروف بالبهاء الجندي.
وفي طبقات الخواص للشرجي ترجمة طاووس بن كيسان اليماني من أفاضل التابعين أدرك خمسين من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منهم علي وابن عباس وابن عمر ومعاذ بن جبل وأبو هريرة وغيرهم.
حكي أنه اجتمع هو وجماعة من العلماء كالحسن البصري ومكحول والضحاك وغيرهم بمسجد الخيف بمنى فتذاكروا في القدر حتى علت أصواتهم فقام طاووس وكان فيهم رئيسا فقال : أنصتوا فأخبركم بما سمعت فانصتوا .. فقال : سمعت أبا الدرداء يخبر عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : إن الله إفترض عليكم فرايض فلا تضيعوها وحدّ لكم حدودا فلا تعتدوها ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء فلا تتكلفوها ونحن نقول ما قال ربنا عزوجل ونبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم : الأمور كلها بيد الله تعالى من عند الله تعالى مصدرها وإليه مرجعها ليس للعبد فيها تعرّض ولا مشيئة. فقام القوم وكلهم راضون بكلامه انتهى.