زبيد وهي الحصيب كما حكاه الهمداني وغيره وسبق ذكر كل منهم في حرف الحاء ، وبوادي زبيد قرى كثيرة ومزارع ومآتى وادي زبيد من مغارب بلاد عنس على مسافة ست مراحل من ساحل البحر الأحمر وتجتمع فيه أودية كثيرة من غربي بلاد يريم وذمار وجبل بعدان والمخادر من بلاد إبّ ومن جنوبي بلاد عتمة ومن شرقي وصاب وجنوبيها وشرقي مخلاف الشوافي وحبيش وشمالي مدينة إبّ والعدين ومياه قفر حاشد والسحول هذه البلدان كلها تجتمع أوديتها في وادي زبيد وتمر بين جبال حبيش والعدين جنوبا وجبال وصاب العالي والسافل شمالا وتظهر في رأس وادي زبيد ومساقط جبل رآس من أعمال زبيد وتسقي أراضي بلاد زبيد وتفضي الى ساحل البحر الأحمر.
قال الهمداني في صفة الجزيرة : وادي زبيد بعيد المآتي وأول مسايله ذي جزب وأشراف شرعة الغربية ويريم فسحمّر والأحطوط فالسّملال حتى يلتقي بسيل سيّة بالجبجبة فيمدها لحج وملح ويلتقي الجميع بسيل حمر وتجتمع كلها بحمض وأهله من حمير أهل جد (١) ثم يمر بمعط الغيل ويضامها سيل نعمان ثم تنحدر كلها بلد الوحش فيلقى سيل السحول وبلد الكلاع وصدور بعدان وريمان ثم تلتقي بها أودية عنّة ويجمعها الفتح (٢) والحقيبة (٣) وحجر قمران والملاحيظ (٤) الى زبيد فيسقي جميع ما حفّ به الى البحر. انتهى ما ذكره الهمداني.
قلت : وما ذكره الهمداني من البقاع هو من ضمن ما قدمناه وبلد الوحش : هو قفر حاشد وبلد الكلاع هو من بلاد إبّ وسحمر والسملال :
__________________
(١) بالحاء في النسخ المطبوعة من صفة جزيرة العرب.
(٢) عند القاضي محمد الأكوع في تعليقه على صفة جزيرة العرب الفنج بالفاء والنون.
(٣) في النسخ المطبوعة الجفنة والصحيح الحقنة بالحاء المهملة والقاف والنون.
(٤) عند القاضي محمد الأكوع الملاحيط بالطاء المهملة وقال : ولعلها هي التي تسمى في التاريخ المشاحيط لحادثة تاريخية وهي أن ابن الفضل لمّا غزا مدينة زبيد سنة ٢٩٣ واستباحها وسبى منها أربعمائة عذراء ورام عسكره استصفاء السبايا وسوقها إلى المذيخرة قال لجنوده وهم في الملاحيط : إن نساء الحصيب فتنة فاذبحوهن فإنهن يشغلنكن عن الجهاد فذبحوهن جميعا في ساعة واحدة فسميت الملاحيط هذه بالمشاحيط.