من بلاد يريم وذي جزب وسيّة من مغارب بلاد عنس ونعمان : من وصاب وريمان من بعدان وشرعة من عنس وعنّة من العدين ، كان وادي زبيد للأشاعرة من قبائل كهلان ، وقد ذكروا في محلهم من هذا الكتاب ؛ وفد الأشاعر على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في سنة سبع وكانوا نيفا وخمسين رجلا معهم أبو موسى الأشعري وصادف قدومهم بعد فتح خيبر فأسهم لهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من غنائمها ، وقال لهم : من أين جئتم؟ قالوا : من زبيد قال : بارك الله في زبيد قالوا : وفي رمع قال : بارك الله في زبيد قالوا وفي رمع قال بارك الله في رمع إلى آخر القصة وهي مشهورة في كتب الحديث وقد ذكرنا أن مدينة زبيد هي الحصيب فإنها عمّرت في سنة أربع ومائتين إختطّها ابن زياد عامل المأمون العباسي على بلاد اليمن كما يأتي.
قال في معجم البلدان : زبيد بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت اسم واد به مدينة يقال لها : الحصيب ثم غلب عليها اسم الوادي فلا تعرف إلا به وهي مدينة مشهورة باليمن أحدثت في أيام المأمون وبإزائها ساحل غلافقة وساحل المندب وهو علم مرتجل لهذا الموضع.
ينسب إليها جمع كثير من العلماء منهم أبو قبّرة موسى بن طارق الزبيدي قاضيها ، يروى عن الثوري وابن جريج وربيعة وغيرهم روى عنه اسحق بن راهويه وأحمد بن حنبل وأثنى عليه خيرا وجماعة سواه.
وأبو حمّة محمد بن يوسف بن محمد بن اسوار بن سيّار بن أسلم الزبيدي كنيته أبو يوسف وأبو حمّة كاللقب له حدّث عن أبي قبّرة موسى بن طارق الزبيدي بكتاب السنن له ، روى عنه المفضل بن محمد الجندي ، وموسى بن عيسى الزبيدي ، ومحمد بن حجّاج الزبيدي وكان المأمون قد اتي بقوم من ولد زياد بن أبيه وقوم من ولد هشام ومنهم رجل من بني تغلب يقال له محمد بن هارون فسألهم عن نسبهم فأخبروه وسأل التغلبي عن نسبه فقال : أنا محمد بن هارون فبكى وقال : مالي بمحمد بن هارون؟ ثم قال : أما التغلبي فيطلق كرامة لاسمه واسم أبيه ، وأما الأمويون والزياديون فيقتلون ، فقال ابن زياد : ما أكذب الناس يا أمير المؤمنين إنهم يزعمون أنك حليم كثير العفو متورع عن الدماء بغير حق فإن كنت تقتلنا عن ذنوبنا فإنا والله لم نخرج أبدا عن طاعة ولم نفارق في معبد الجماعة وإن كنت تقتلنا