وثيق قاله الحبش لما رأوا صنعاء حيث قدموا اليمن مع أبرهة وارياط.
وقال قوم : بينها وبين صنعاء ستة عشر فرسخا وأكثر ما يقوله أصحاب الحديث بالكسر وذكره ابن دريد بالفتح وقال : وجد في أساس الكعبة لما هدمتها قريش في الجاهلية حجر مكتوب عليه بالمسند لمن ملك ذمار؟ لحمير الأخيار لمن ملك ذمار؟ للحبشة الأشرار لمن ملك ذمار؟ لفارس الأحرار لمن ملك ذمار؟ لقريش التجار ثم حار محار أي رجع مرجعا. انتهى ما ذكره ياقوت.
وقال أيضا : مخلاف (١) ذمار قرية جامعة بها زروع وآبار قريبة ينال ماؤها باليد ويسكنها بطون من حمير وأنفار من الأبناء وبها بعض قبائل عنس ، وهو مخلاف نفيس كثير الخير عتيق الخيل كثير الأعناب والمزارع ، به بينون وهكر وغيرهما من القصور وفيها جبل إسبيل وقد ذكر في موضعه وذمار مسماة بذمار بن يحصب بن دهمان بن سعد بن عدي بن مالك بن سدد بن حمير الأصغر .. انتهى كلام ياقوت.
وقال في ذيل المعجم المسمى بمنجم العمران : ذمار ذكرها في الأصل وقال القزويني : ذمار باليمن حكى أبو الربيع سليمان الريحاني أنه شاهد الى ذمار ورأى على مرحلة منها آثارة عمارة قديمة بقي منها عدة أعمدة من الرخام ودونها مياه غزيرة جارية وأهل تلك البلاد متفقون على أنها عرش بلقيس. وقال البستاني : وهذه المدينة الآن من ولاية صنعاء على بعد ١١٠ (٢) كيلومترات من مدينة صنعاء الجنوب في الأراضي الجبلية من اليمن ، وبها قلعة ومدرسة للزيدية وبيوتها نحو ٧٠٠٠ بيت سكانها نحو ثلاثين ألفا. انتهى ما ذكره صاحب المعجم.
قلت : والقلعة هي هرّان ، والمدرسة هي مدرسة (٣) الإمام شرف الدين وهي من أنفس مساجد ذمار وحولها منازل كثيرة لسكنى المهاجرين الوافدين الى ذمار لطلب العلم ، وأغلب تدريس العلم في المسجد المعروف بالمدرسة الشمسية.
__________________
(١) هذا النص من صفة جزيرة العرب وسيأتي.
(٢) تبعد ٩٨ كيلومترا.
(٣) انظر كتابي المدارس الإسلامية في اليمن ٢٦٨.