والكلام هنا على رداع العرش ؛ وهي بلدة طيبة الهواء ترتفع عن سطح البحر سبعة آلاف قدم تحقيقا ، القدم ثلاثون سنتمتر نحو نصف ذراع حديد.
وأرض رداع خصبة جدا تسقى من نهرين (١) غيل الدّولة وغيل المحجري وبعض الأراضي تسقى من الآبار بالمساني.
وفي رداع مساجد كثيرة منها العامرية من محاسن السلطان عامر بن عبد الوهاب من آل طاهر بن معوضة.
وأعمال رداع واسعة منها العرش مخلاف واسع وبلاد قيفة وبلاد صباح ، ومخلاف الرياشية ، ومخلاف الحبيشية وناحية جبن ، وناحية السوادية ودمت وردمان حسبما يأتي بيانها.
وتتصل ببلاد رداع من شماليها بلاد عنس وبلاد الحدا وبلاد مراد ومن شرقيها بلاد البيضاء ومراد ومن جنوبيها بلاد البيضاء أيضا وبلاد يافع ومن غربيها بلاد خبان وبلاد عمار ووادي بنا ومريس.
قال في معجم البلدان : رداع مخلاف من مخاليف اليمن ، وهو مخلاف خولان وهو بين نجد حمير الذي عليه مصانع رعين وبين نجد مذحج الذي عليه ردمان وقرن وقال الصليحى اليمني يصف خيلا :
حتى إذا جزنا رداع الانها |
|
بل الجلال بماء ركض مرهج |
وبه وادي النمل المذكور في القرآن المجيد وخبرني بعض أهله أنه بكسر الراء ومنها (٢) أحمد بن عيسى الرداعي الخولاني له أرجوزة في الحج تسمى الرداعية. انتهى ما ذكره ياقوت.
قلت : المشهور أن رداع بفتح الراء والدال المهملتين وبعد الألف عين مهملة ولا صحة لما قاله ياقوت بكسر الراء.
وقال صاحب المعجم في ردمان : بفتح أوله وهو فعلان من الرّودم يقال ردمت الشيء إذا سددته وألقيت بعضه على بعض ، أردمه بالكسر ردما وهو باليمن وفي الحديث أملوك ردمان أي مقاولها.
__________________
(١) قد غارا منذ سنوات.
(٢) هو من خولان العالية كما أفاد الهمداني في صفة جزيرة العرب.