وترتفع جبال الأهنوم عن سطح البحر نحو ألفي متر وثلثماية متر تقريبا وقرن جمع يزيد ارتفاعه عن ذلك.
أهل الأهنوم أهل تمسك بالدين ومحبة لمن هاجر إليهم من العلماء وطلبة العلم ونساء الأهنوم محافظات على الحجاب دايما فلا تخرج المرأة لأي عمل إلا بالخمار وسواء نساء العلماء وغيرهم من الأغنياء والفقراء.
قال الهمداني في صفة الجزيرة : وأهل الأهنوم من همدان ثم من حاشد ، وفيهم بطن من خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ثم من ولد يعلى بن سعد بن عمرو بن زيد بن مالك بن زيد بن أسامة.
وهو أي الأهنوم قبالة تخلى (أي مسور) من شماليه وعلى وصفه من جبال السراة وهو أحصن وأتلع وأوسع ، وقعدته على بلد غير ذي أودية فهو يكون أكثر دهره ضاحيا إلا في أيام الأمطار ولذلك خالف جبل تخلى بما في رأسه من العنب والخوخ والرمان والتين وغير ذلك وفيه نبات يشبه الصندل الأبيض يقاربه في الرايحة وقد يداخل في الصندل الهندي ، وزرع رأسه في الكثرة مقارب لزرع جبل تخلى إلا أن البر في هنوم أكثر وهو منقطع العرق وليس له غير طريقين لا يطلعهما سوى الرجال ولا يطلعه مثل جبل تخلى دابة لوعورة طريقه فاذا أرادوا دابة يستنفعون بها في رأسه مثل البقر للحرث والحمير للحمل حملها الرجال عجلة وعفوة صغارا.
وطباع ساكنة رأسه كطباع ساكنة رأس جبل تخلى الغباوة عليهم وسلامة الناحية والعفة وكلال اللسان وجسارة الخلق وحزونتها أغلب ، وفي صفوح هنوم من حاشد خمسة آلاف مقاتل.
وزروع صفوحة الذرة وصفوحه أكثر بلاد الله نحلا وعسلا ربما كان للرجل خمسون جبحا (١) أو أكثر. ويكون العسل هناك ستة أرطال بالبغدادي وسبعة وثمانية بدرهم قفلة ومن في صفوحة أهل نجدة وصباحة وحسن نساء على سبيل من في صفوح تخلى إلا أن هؤلاء أرجل وأحد.
__________________
(١) الجبح : المنحل.