بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدمة المحقق
لا نعرف عن بدايات التأليف فى تاريخ مكة ، وخاصة المؤلفات التى أفاد منها اللاحقون سوى مؤلف فى تاريخ مكة للحسن بن يسار البصرى المتوفى سنة ١١٠ ه ، الذى كتب رسالة عن «فضائل مكة المشرفة» كانت فيما بعد أحد المصادر الرئيسية للفاسى المتوفى سنة ٨٣٢ ه ، فى كتابه «شفاء الغرام» وفى كتابه «الزهور المقتطفة فى تاريخ مكة المشرفة».
ومؤلف آخر فى تاريخ مكة لعثمان بن ساج المتوفى سنة ١٨٠ ه ، ويرجح أن كتابه فى تاريخ مكة كان أحد مصادر الأزرقى المتوفى نحو سنة ٢٥٠ ، فى كتابه «أخبار مكة».
ثم جاء أبو الوليد الأزرقى فكتب فى «أخبار مكة» وقد استقى كثيرا من معلوماته الواردة فى كتابه عن عبد الله بن عباس وتلاميذه ، حيث كانت لديهم معلومات وفيرة عن مكة.
ويبدو أن الأزرقى كان مولعا بمعرفة الأخبار التاريخية وروايتها ، كما أن اسمه يظهر كمصدر للمعلومات عن تاريخ مكة القديم ، وكذلك فيما يتعلق بتاريخها الإسلامى وما صاحبه من أحداث.
وقد استغرق ثلاثة أرباع كتابه ذكر قصص كانت قد نمت فى الجاهلية حول حرم مكة ووصف الشعائر ذات الصلة بمكة.
أما الربع الباقى فيبحث فى الأماكن المقدسة الأخرى من مكة بالإضافة إلى الحديث عن الرسول صلىاللهعليهوسلم ومعاصريه من المكيين ، وعن خطط مكة وأطرافها.
وقد حظيت مرويات الأزرقى باهتمامات المؤرخين اللاحقين حتى عهد الفاسى والعهود اللاحقة.