في الفتوحات أي باتّباع ما هو معمول به قبلهم في بلد ما مع ضرورة نظام العطاء (١).
على كلّ ، حفظت لنا دنانير مضروبة في إسبانيا من ٩٣ ه إلى ٩٥ ه ومكتوبة باللاتينية وكلمة إسبانيا موجودة عليها وكذلك التقويم الهجري :Hic solidus feritus in Spania, Anno XCIII, indictione X (٢).
في نفس الوقت ، كانت تضرب الدنانير بإفريقية بنفس الكتابة المنقوشة : Hic solidus feritus in Africa (٣) ، قبل تعريب النقود. ذلك أنّ إسبانيا كانت في الماضي مقاطعة رومانية مهيكلة جدا وذات أهميّة بالغة فاحتفظت حتّى بعد غزوها من البرابرة الجرمان بمؤسّساتها ومدنها وشخصيتها الإدارية والحضارية. وقد استرجع البيزنطيون قسما منها وبالأخصّ الجنوب ، وحتى الفيزيغوط كانوا أكثر الشعوب الجرمانية تطوّرا وحضارة. كلّ هذا ، زيادة على الإمكانات الجغرافية من مثل اعتدال المناخ والوفرة النسبية للأنهار والمياه ، وزيادة على كثافة الحضور العربي جعل فيما بعد من الأندلس أرض حضارة رفيعة وبامتياز.
إنّ كثافة الحضور العربي لم توجد من الأوّل بل كان العنصر البربري هو الغالب عدديا ، على أنّ موجات الهجرة من إفريقية إلى الأندلس للجهاد والاستقرار تتالت لمدّة جيل من ٩٣ إلى ١٢٣ ه وكانوا يأتون مع كلّ وال جديد ، والولاة عادة ما يكونون من عرب إفريقية. ثم إنّ الفتنة الخارجية ـ البربرية وقعت بالمغرب في سنة ١٢٢ ه وامتدّت إلى الأندلس في سنة ١٢٣ ه حيث ثارت المقاتلة من البربر بسبب هضم العرب لحقوقهم في الجهاد والغنيمة. وعند استفحال الفتنة بالمغرب ، بعث الخليفة كلثوم بن عياض في جيش مكثّف من أهل الشام" وكان
__________________
(١) وديوان الجند ، وهي مؤسّسات عربيّة.
(٢).Walker ,Catalogue ـ ـ ـ ,op.cit.,p.٤٧ et pl.XI
(٣).Ibid.,pp.٢٧ ـ ٣٧